العدد 56 - احتباس حراري
 

أعلنت منظمة الأغذية والزراعة (FAO) عن تشكيل «خطة استراتيجية جديدة» بمشاركة 14 منظمة دولية ذات صلة بالموارد الحرجية في العالم، لضمان أن تَفي الغابات المدارة على نحو مستدام بدورها في التخفيف من عواقب تغير المناخ.

الخطة تستهدف صانعي السياسات ومن لهم علاقة بالقطاع الحرجي العالمي بشكل أساسي. وتؤكد أهمية مساعدة البلدان في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالتخفيف من حدة الآثار السلبية للتغير المناخي في العالم، والتكيف لمواجهته.

تتضمن الخطة إجراءات التكيف التي تحافظ على التنوع الوراثي، وضبط قطع الأخشاب، وتطبيق سياسات تَضمن استجابات فعّالة في أساليب إدارة القطاع على نحو ينسجم مع متطلبات التغيرات البيئية.

تقرير المنظمة الذي جاء بعنوان «تقدير الموارد الحرجية في العالم»، يفيد بأن الغابات تكاد تغطي ثلث مجموع اليابسة، وبذا تجمع نحو نصف الكميات الكلية للكربون على ظهر الكوكب. وقد قدّر مجموع الكربون المحتجز في الغابات بنحو 633 مليار طن في العام 2005- أي ما يعادل 160 طنا لكل هكتار من الأرض. كذلك تساهم ظواهر إزالة الغابات، وتدهور الرقعة الحرجية وغير ذلك من التغيرات السلبية للغطاء الحرجي، مساهمة كبيرة لا تقل عن 17.4 في المئة من مجموع غازات الاحتباس الحراري المنطلقة في الأجواء، على الأكثر لدى البلدان النامية الاستوائية. وتُعزى عمليات إزالة الغابات في الغالب إلى أنشطة التوسع الزراعي، والحَضري، وتنمية البنى التحتية.

وفقاً لرئيس الشراكة التعاونية للغابات، المسؤول عن قسم الغابات لدى المنظمة، جان إينو، فإن لإدارة الغابات على نحو مستدام «دوراً استراتيجياً لا يستهان به في إنجاز أهداف التخفيف من تغير المناخ على المدى الطويل، فضلاً عما تشكله من إطار متين للتكيف الفعال إزاء العواقب والمستجدات المتوقعة للاحتباس الحراري». ويضيف إينو: «هذا يتجاوز الإدارة التقليدية، وإلى حد بعيد، يتضمن حماية التنوع الحيوي، ودعم موارد المعيشة، وتوفير جملة متنوعة من السلع والخدمات الحرجية».

وفي حين تقدم الغابات مساهمة رئيسية في تخفيف آثار التغير المناخي عبر احتجاز الكربون والاستعاضة عنه واختزانه، فإن مدى فعالية هذه العمليات إنما يتوقف على جدارة إدارة الغابات وكفاءة السياسات التي تحكمها على الأصعدة العالمية والوطنية والمحلية.

وإذا كان الخشب مورداً متجدداً من المناطق الحرجية المدارة على نحو مستدام، فضلاً عن كونه مادة عالية الكفاءة في اختزان الكربون، فإن حصاد الأخشاب يقلص عملية اختزان الكربون مؤقتاً، علماً أن نسبة كبيرة من كميات الكربون قابلة للاختزان طبيعياً في المنتجات الخشبية بعد قطعها طيلة عقود. لذلك، فإن استخدام الأخشاب في المنتجات ذات الأعمار الطويلة كمواد الإسكان والأثاث، يعزز معدلات خَفض غازات الاحتباس الحراري بالتزامن مع تخفيض التركيز على استخدامات الطاقة المكثفة وبدائل الكربون المركزة مثل: الخرسانة، والفولاذ، والألمنيوم، والبلاستيك.

الشراكة التعاونية الساعية إلى إعداد الإطار الاستراتيجي لإدارة الغابات، ترسي الدعائم الأساسية لاستجابة منسّقة من جانب القطاع الحرجي، وتدرج القطاع مباشرة على جدول الأعمال العالمي لبحث شؤون تغير المناخ. وتتجلى القوة الحقيقية للشراكة الجديدة في كونها تضم المنظمات الكبرى المعنية بالغابات على الصعيد الدولي، فضلاً عن قيمتها العملية في إصدار الخطوط التوجيهية المرجعية لصناع السياسات والخبراء والذين لهم علاقة بالغابات والأنشطة الحرجية حول العالم.

الغابات تواجه تحديات تغير المناخ
 
25-Dec-2008
 
العدد 56