العدد 56 - رزنامه | ||||||||||||||
السّجل - خاص يتضمن معرض السويسري رينيه زاخ مجموعة أعمال أنتجها خلال إقامته الفنية في مؤسسة خالد شومان – دارة الفنون بعمّان، ضمن برنامج التبادل الثقافي لمؤسسة بروهلفتيا السويسرية. يستوحي زاخ، من الهندسة التي درسَها، أشكالاً من مخططات أولية وُضعت لصنع آلات كهربائية لها علاقة بالاتصالات، مثل: الطابعة، الكمبيوتر، الفاكس، التلفزيون، الراديو.. ويوظفها في إطار التعبير عن فكرة التواصل الإنساني الذي تتبدل أشكاله وتتغير وفقاً لإيقاع العصر، مؤكداً أن الثورة التكنولوجية الحديثة بقدر ما سهّلت الاتصال بين الناس، فإنها سلبتهم جزءاً أساسياً يتعلق بالجانب الوجداني الحميم. لذا يقدم زاخ في رسوماته المنجَزة بالحبر الصيني، هياكل هذه الآلات ليحررها من وظيفتها التي وُجدت لتؤديها، ويسلبها فائدتها المرجوة، لتصبح مجرد قطعة عديمة الجدوى والفاعلية، مركّزاً في الوقت نفسه على إظهار عناصرها الأساسية من مثل: الحجم، واللون، والمواد الإضافية الأخرى التي تمنحها بعداً جمالياً شكلياً فقط. إضافة إلى هذه الرسومات، ثمة خطاطات لأشكال هندسية منتظمة، تذكّر بانتظام عمل الآلة/المحرك، وبتجاور هذه اللوحات معاً يشعر المشاهد بالرتابة والملل، وهو ما يؤكد أن التواصل الإنساني العصري يأتي وفق إيقاع عملي جاف، يفتقر إلى المشاعر الإنسانية، ولا يحقق المتعة المتوخاة، أو يعزز الجانب الحسي فيه، وإذّاك يغدو إيقاع حياة الإنسان شبيهاً بإيقاع الآلة ورتمها البغيض. إلى جانب الرسومات، هناك عملان إنشائيان؛ الأول خزان للماء ثُبت على قاعدة مرتفعة، وطُلي باللون الذهبي ليبدو قطعةً مصنوعة من معدن الذهب، وكُتب عليه (h2o)، وفي الثاني سبائك معدنية طُليت باللون الذهبي أيضاً، وكُتب على كل واحدة منها (1l) -أي لتر واحد- وذلك للتعبير عن أن الماء ثمين كالذهب. ما يلفت النظر في معرض زاخ المقام في محترف دارة الفنون، تلك الطريقة التي يقدم فيها أعماله، والاهتمام الذي يوليه للأرضيات والقواعد التي تُعرض عليها الأعمال، بما يُنشئ علاقة بينها وبين الأرض والحائط والفراغ من جهة، وبين بعضها بعضاً من جهة أخرى. وُلد زاخ مولود في سولوثيرن – سويسرا العام 1946، نال شهادة في الهندسة العام 1969، درس في كلية الفنون البصرية في بازل (1971 – 1973)، عاش بعد ذلك في: أمستردام - هولندا، ثم فلورنس – إيطاليا، وهو مستقر منذ العام 1986 في بييل – سويسرا. أقام معارض فردية منها: أراجاوير كونست هاوس في أراو - سويسرا (1999)، وغاليري ميولر، في ستوت جارت – ألمانيا (2005). |
|
|||||||||||||