العدد 55 - اعلامي | ||||||||||||||
سعد حتر الحضور الأردني في أول انتخابات يجريها اتحاد الصحفيين العرب منذ ثلاثة عقود عكس حالة استقطاب كامنة بين أعضاء في نقابة الصحفيين، كشفتها محاولات جهّة أمنية محلية للتأثير في خيارات اختيار ممثل النقابة في الاتحاد. أعضاء في وفد النقابة يؤكدون أنهم لمسوا اتصالات مكثفّة لـ«ثني» رئيس الوفد عبد الوهاب زغيلات عن الترشح لعضوية أمانة اتحاد الصحفيين العرب لمصلحة ممثل الأردن السابق سيف الشريف. فقبل ساعات من الانتخابات التي أجريت أواخر الشهر الماضي، لاحظ أحد الصحفيين تردداً في رأي نقيب الصحفيين زغيلات بين مواصلة خوض الانتخابات باسم الأردن، أو ترك الساحة للنقيب الأسبق. واستنتج الصحفي بأن زغيلات تعرض لضغوط عبر الهاتف من عمّان من أجل الانسحاب، فيما واصل الشريف ترشيحه دون عقبات. في الأثناء حاول أعضاء الوفد إقناع الشريف بالانسحاب، حتى تتعاظم فرص احتفاظ الأردن بمقعد في الأمانة العامة. على أن التوتر تصاعد حتّى أعلن زغيلات بـ«عصبية» قرار انسحابه بعد بدء جلسة الاقتراع. إلا أن لجنة الاقتراع رفضت انسحابه واعتبرته غير قانوني، وواصلت إجراءات الانتخاب بمشاركة الشريف وزغيلات. مع أنه أصر على عدم انتخاب نفسه، ألحّ أعضاء الوفد على زغيلات دخول غرفة الاقتراع لاختيار سائر أعضاء الكتلة الموحدة، التي شارك الأردنيون في إطارها. تبعه الزميل حكمت المومني ووضع إشارة قرب خانة «زغيلات» على ورقة اقتراعه. وفد الأردن خاض الانتخابات ضمن كتلة ضمت أيضا كلا من الإمارات، سورية، العراق، البحرين، تونس، السودان وليبيا. تلك الكتلة سعت لجعل الانتخابات «أقرب إلى الديمقراطية»، حسبما يقول أحد المشاركين. في المحصلة نال زغيلات 33 صوتا أهلّته ليكون العضو رقم 15 ضمن الأمانة العامة، فيما جمع الشريف 30 صوتا. المفارقة أن كلا من عضوي «الاحتياط» اللذين حلاّ بعد زغيلات نال 32 صوتا. نقيب الصحفيين، عبدالوهاب زغيلات، قال رداً على استفسارات «ے»: «لم اتعرض لأي ضغط، سواءً من الداخل أو الخارج، وما حدث هو انتخابات حرّة ونزيهة شاركت فيها جميع الدول العربية (....) خضنا الانتخابات بكل تفاصيلها، وكانت المعركة صعبة جداً، واستطعنا أن نفوز». وقال زغيلات: «ليس هناك من سبب يدعو إلى الضغط علينا». بدوره، لم يجب مدير عام صحيفة «الدستور» سيف الشريف على هاتف «السجل»، رغم الاتصال به أكثر من مرة. نائب نقيب الصحفيين حكمت المومني الذي شارك في الوفد الأردني للمؤتمر قال إن ما حدث عكس تكتلات بين الدول، مشيراً إلى أنه لا علم لديه إن حدثت تدخلات لصالح أي من الشريف وزغيلات. منذ عامين، نجحت نقابة الصحفيين الأردنيين في إدخال تعديلات على نظام اتحاد الصحفيين العرب، تمثلت بحصر التمثيل بالهيئات المنتخبة في الدول الأعضاء بدلا من التمثيل الشخصي. إلا أن عددا من ممثلي النقابات المشاركة التفوا على التعديلات وأفرغوها من محتواها، ما أثار استياء لدى غالبية المؤتمرين. وتقرر تشكيل لجنة لإعادة صياغة التعديلات ضمن مهلة ثلاثة أشهر. ويعقد اتحاد الصحفيين العرب انتخابات دورية كل أربع سنوات بين أعضائه العشرين، وكان تأسس مطلع 1964، بعد أيام على اجتماع ملوك ورؤساء الدول العربية في القاهرة. الانتخابات الأخيرة كانت الأولى منذ ثلاثة عقود، إذ كان يتم اختيار أعضاء الأمانة العامة بالتزكية، فيما تناط أهم ثلاثة مناصب بمصريين: رئيس الاتحاد، أمينه العام، وأمين الصندوق. الشريف، الذي شغل منصب نقيب الصحفيين لثلاث دورات (1997- 2002) سعى للاحتفاظ بمقعده في الأمانة العامة التي تضم 15 عضوا بمن فيهم رئيس الاتحاد وأمينه العام. في مؤتمر الاتحاد السابق العام 2004 توصل الوفد الأردني إلى تفاهم بتزكية الشريف لمنصب أمين عام مساعد ورئيس لجنة الحريات، حسبما يستذكر النقيب السابق طارق المومني. ويوضح المومني أن فرع الأردن سعى لانتزاع منصب نائب الأمين العام أو إجراء انتخابات، إلاّ أنه تم الاكتفاء بتسوية، اختير الشريف على أساسها أمينا عاما مساعدا. لم تخل نقاشات اتحاد نقابات الصحفيين العرب من حدّة وكولسات جانبية. ففي ختام المؤتمر الأخير نقل نقيب الصحفيين المصريين مكرم محمد أحمد إلى مستشفى «السلام» عقب إصابته بارتفاع مفاجئ في ضغط الدم و«ضغط نفسي شديد»، حسبما أوردت مجلة «اللويبدة». في المحصلة لم تخرج رئاسة الاتحاد وأمانته العامة عن دولة المقر، إذ فاز مكرم أحمد بمنصب الأمين العام خلفا للراحل (المصري) صلاح الدين حافظ، فيما احتفظ إبراهيم نافع - الذي يخضع لعلاج في باريس من مرض السرطان- بمنصب رئيس الاتحاد. |
|
|||||||||||||