العدد 55 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
منذ مطلع العام 2008 لم تتوقف التبدلات على سلوك الأردنيين، بما يتصل بالبنزين تحت تأثير التغيرات في سعره، فقد شهدت الأسابيع الأخيرة عودة قوية من قبل أصحاب السيارات إلى «التفليل» بعد أن اقتصر هذا السلوك على المقتدرين لعدة أشهر،مع تتالي الارتفاعات على السعر في النصف الأول من هذه السنة، ويمكن القول إن التخفيض الأخير سيسهم في انضمام آلاف جدد إلى جمهور «المفللين». بالتوازي مع «التفليل»، فإن أعداد السائقين الذين سوف يتمكنون من تعبئة سياراتهم من وضعية الجلوس وراء المقود أثناء التعبئة ستزداد أيضاً، والمعروف أن مثل هذه الوضعية تتطلب أن تكون كمية البنزين المطلوبة كبيرة إلى درجة معقولة، وتحت تأثير الانخفاض الأخير سوف يكون بمقدور من يريد التعبئة بعشرة دنانير فقط، أن ينال هذه المرتبة «البنزينية» المرموقة، بينما كانت العشرة دنانير قبل أشهر لا تكفي إلا لشراء أقل من 15 لتراً، وهي كمية كانت تتطلب من السائق أن يترجل من سيارته ويفتح غطاء خزان الوقود بنفسه. لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث شهد جوهر العلاقة مع محطات الوقود تغيراً ملحوظاً، فخلال مجمل «التاريخ البنزيني» للأردنيين، ونظراً لأن السعر كان على الدوام يتجه للأعلى، فقد اعتاد الناس على التهافت نحو محطات الوقود كلما توقعوا ارتفاع السعر، فيما كانت المحطات تتمنع عن البيع رغبة في الاستفادة من فرق السعر، ولكن الانخفاضات في السعر جعلت السلوك معكوساً، وقد استعاض الناس عن التهافت نحو المحطات بالتباطؤ والتكاسل ومحاولة التأجيل. وبينما كان من يفوز بـ«التفليل» في الليلة التي تسبق رفع السعر في السنوات السابقة يفرح، باعتبار أن ذلك كان يمكنه من السير لعدة أيام «على السعر القديم»، فإن من يفلل قبل تعديل السعر هذه الأيام سوف يصاب بالكثير من الحزن والخيبة. لقد تبدلت كلياً دلالات عبارة «السعر القديم». ولكون الانخفاض الأخير طال السولار والكاز بشكل مميز، فإنه يتوقع أن تشهد شوارع البلد عودة إلى «موسيقى الكاز» التي تقلصت منذ الشتاء الماضي، ولم يكن أحد يتوقع عودتها لو استمر السعر على حاله. |
|
|||||||||||||