العدد 55 - حتى باب الدار
 

خذ وأعط

قد تدعوك جهة أو يدعوك شخص إلى «التعاون».. عليك ان تحذر وأن لا تبقى أسير

الخطأ الشائع الذي يعتبر التعاون قيمة إيجابية بالمطلق، فهناك تعاون على الإثم والعدوان مثلما هناك تعاون على البر والتقوى، وكلاهما يحملان تسمية «تعاون».

بل إننا لو قمنا ببعض التدقيق لاكتشفنا أن أغلب أشكال التعاون الشهيرة، هي من صنف التعاون على الإثم والعدوان..

فالمحتل يسمي جواسيسه «متعاونين»، وفي التحقيقات مع المعتقلين السياسيين فإن من «يعترف» ويشي برفاقه وجماعته هو «متعاون»، ومقدم الرشوة يقول عادة إن لديه بعض «المتعاونين»، والموظف الجاد الذي يحرص على القيام بواجبه بعدالة يتهمه الناس الباحثون عمن يميزهم عن غيرهم بأنه «غير متعاون»، والصحفي الـذي يغطي الأحداث بإنصاف ومهنية، قد يشتكي منه أصحاب العلاقة لأنه يفتقر إلى الـحد الأدنى من «التعاون».

في الرمثا مدينة كاتب هذه السطور، كان المهربون يقولون عندما يقعون في كمين إنهم تعرضوا لـ»بلسة»، من الفعل (بَلَسَ يَبْلس فهو بلاس)، في حين كان هذا «البلاس» يسمى عند المعنيين «متعاوناً» وله مكافأة مجزية على «تعاونه».

ودائماً، صحتين أو أكثر.. وعافية!.
 
14-Dec-2008
 
العدد 55