العدد 55 - رزنامه
 

السّجل - خاص

يكشف معرض «نفحة ألوان» الذي افتُتح مؤخراً في بيت «صلصال» (جبل عمان، بين الدوارين الرابع والخامس)، عن الجماليات الفنية في تشكيلات القطع المصنوعة من مادة الصلصال، والمستوحاة في تصاميمها من الحضارات الإنسانية بعامة، والحضارة العربية الإسلامية بخاصة.

القطع مصنوعة بطريقة يدوية، بعضها حُفر عليه أشكال ورموز مستمدة من حضارات قديمة، من مثل نقوش الكتابات التي اكتُشفت على جدران كهوف الإنسان الأول؛ وبعضها الآخر موشح بأشكال هندسية ومنمنمات زخرفية، كتلك التي شاعت في الحضارة العربية الإسلامية.

كُتب على القطع أقوال عربية مشهورة، أو مقاطع من نصوص لأدباء عرب مثل جبران خليل جبران، بخطوط متنوعة، مثل الكوفي، والثلث، والمغربي. وبعضها وُشم بحروف عربية تبدو غير مقروءة.

في المعرض رسومات مستمدة من البيئة الأردنية. عددٌ من التصاميم ذات الألوان المتنوعة والأحجام المختلفة، تشتمل على رسومات للطيور والغزلان البرية الموجودة في محمية ظانا، أو المها والجمال وحيوانات المراعي الموجودة في وادي رم.

حافظ الفنانون والحرْفيّون الذين أنجزوا قطع المعرض على الألوان الأساسية للطين (البنّي والبيج والوردي)، مع إضافات لونية للنقوش والكتابات التي جاءت غالباً بالأزرق وتدرّجات الأخضر والأصفر.

جاء الاتجاه اللوني للأواني المصنوعة عن طريق الدولاب عرْضياً لا طولياً، ووفقاً لحركة اليد عند التصنيع. أما القطع المشغولة عن طريق ترقيق العجينة يدوياً، فقد اكتسبت تشكيلات أكثر حيوية وجرأة في ضربات الفرشاة.

إلى جانب التصاميم الكلاسيكية للجرار وأواني الفخار، ثمة تصاميم أخرى حديثة من الشمعدانات وأواني السلطة والمكسرات. إضافة إلى الجانب الفني، روعي في تشكيلات القطع إمكانية استعمالها في الحياة المنزلية بسهولة ويسر، حيث أنها شديدة المقاومة للكسر والخدش والتجريح، ويمكن تعريضها لدرجة حرارة عالية دون أن تصاب بأذى.

يهدف المعرض كما تكشف الفنانة سمر حبايب التي تدير بيت «صلصال»، لإعادة إحياء مادة الصلصال واستخداماتها التي شاعت في الماضي، ولكن وفق أشكال عصرية جذابة ومناسبة. ومن هذه القطع متعددة الاستخدام: الفناجين، الأطباق، والأواني. إضافة إلى الصلصال، دخل في تصاميم القطع الكبيرة مثل الطاولات والكراسي والجرار، موادُّ من الخشب والمعدن.

يضم المعرض أعمالاً للفنانين: حنان أبو الروس، أمل الجعران، رياض الفالوجي، إلينا عكاشي، محمد الخكران، نسرين ضمرة، سمر حبايب، ربيع محمد ربيع، رولا عطا الله، لبنى خريسات، باسمة الدباس، وانشراح شعبان.

تأسس بيت «صلصال» في العام 1988، ويهدف إلى الحفاظ على التراث الحضاري العربي وإحيائه. ويحتوي البيت الذي يعمل فيه 15 فناناً، على مشغل حرفي، حيث يتم إنجاز كل قطعة من القطع عبر مراحل بدءاً من تحويل الطين وتشكيله، مروراً بخبزه في أفران خاصة، حتى إكسابه الألوان والنقوش المناسبة، ليصار من بعد ذلك إلى طليه بالرمل الزجاجي، وأخيراً شَيِّهِ مرة أخرى على درجات حرارة عالية.

“نفحة ألوان”: الصلصال في تشكيلات عصرية
 
14-Dec-2008
 
العدد 55