العدد 9 - اقتصادي
 

قررّت الحكومة الاستمرار في تسويق البنزين العادي حتى نفاد مخزون هذه السلعة الاستراتيجية، وبانتظار تأهيل السيارات الصغيرة في السوق المحلية للتعامل مع أصناف البنزين الخالي من الرصاص المنوى إدخالها حصراً إلى السوق، على ما أكدت مصادر رسمية.

وتقدر سعة تخزين محطات المحروقات من المشتقات النفطية ب 135 ألف متر مكعب، علما أن المتوفر الآن بين 35 و50 بالمئة من سعة تخزين البنزين، بحسب نقيب أصحاب محطات المحروقات حاتم عرابي.

مصادر حكومية أكدت أن مجلس الوزراء قرر الثلاثاء تأخير وقف استخدام البنزين العادي لحين نضوب مخزون المملكة التي استوردت 65 ألف طن متري من البنزين الخام خلال 2006.

رئيس وزراء أسبق، يستذكر محاولات مضاعفة المخزون الاستراتيجي من النفط ومشتقاته إلى ستة أشهر، إلا أنها اصطدمت بقلة الموارد في بلد يستهلك خمسة ملايين طن سنويا، تقضم أكثر من ربع الناتج المحلي الإجمالي المقدر ب 11 مليار دينار.

ويرى خبراء طاقة أن «مكونات البنزين تخلو بعد تكريره من مادة الرصاص» لكنه يضاف إليها «بهدف تحسين أداء محرك السيارة». تخطط الحكومة للاستغناء عن الرصاص لأسباب بيئية واستبداله بمادة «أم تي بي ي» بهدف تحقيق النتائج نفسها، بحسب نقابة أصحاب محطات المحروقات.

تأهيل السيارات، حسبما ذكر الخبراء «ممكن من خلال البدء بالخلط التدريجي بين البنزين العادي والخالي من الرصاص»، انتهاء باستعمال الخالي من الرصاص، أو إفراغ خزان السيارة كاملاً من البنزين العادي وملئه ببنزين خالٍ من الرصاص.

على أن أحد الخبراء في قطاع الطاقة يرى أن «المبرر المنطقي الوحيد لهذا القرار هو توافر كميات من الرصاص يراد استخدامها قبل اعتماد الأصناف الجديدة».

سلامة حامد، الذي يقود سيارة، عمرها 30 عاماً، ينتقد إلغاء ما وصفه ب«بنزين الفقراء» معتبراً أن دفع الأردنيين لاستهلاك أصناف محددة يضخم فاتورة الطاقة.

في الأردن 800 ألف سيارة أي واحدة لكل سبعة أردنيين، غالبيتهم تقل مداخيلهم عن 300 دينار شهرياً. غالبية السائقين يفضلون البنزين العادي الذي تقل كلفته الثلث عن الأصناف الأخرى.

تتّجه الحكومة إلى تعميم نوعين من البنزين الخالي من الرصاص: الأول بنزين يحمل رقم الأوكتان 90 والآخر يحمل رقم الأوكتان 95 والاستغناء بشكل كامل عن استخدام «البنزين العادي» الذي يحمل الرقم أكتين 88 وتتجه مصفاة البترول الى جانب صنفين آخرين من البنزين هما الخالي من الرصاص والسوبر.

ويتوقع فرض الالتزام باستخدام الخالي من الرصاص بعد شهرين من رفع الدعم نهائياً عن المشتقات النفطية المتوقع اتخاذه بعد إقرار موازنة 2008 بالتزامن مع زيادات رواتب العاملين والمتقاعدين.

عدد محطات المحروقات التي تزود المستهلكين حالياً بالبنزين الخالي من الرصاص يقل عن 50 محطة من أصل 390، لا سيما وأن البنزين العادي يشهد طلباً واسعاً مقارنة مع أصناف البنزين الأخرى الدارجة حالياً نظراً للفروقات السعرية بين الأصناف.

تطبيق خطة تعميم الأصناف الجديدة يتطلب إفراغ الآبار من أصناف البنزين الدارجة حالياً مع شفطها وتعبئتها من جديد بأنواع البنزين الخالي من الرصاص يقول عرابي.

مستهلون يتذمرون من ارتفاع الكلف: استمرار تسويق البنزين العادي حتى انتهاء المخزون
 
10-Jan-2008
 
العدد 9