العدد 54 - أردني | ||||||||||||||
في خطوة تعتبر سابقة في الأردن، عملت وزارة الثقافة على تطوير مشروع «التنمية الثقافية» في مراكز الإصلاح والتأهيل، وستعمل الوزارة مع مديرية الأمن العام ووزارة الداخلية، على العمل لإنجاح هذه الخطة التي تهدف في النهاية إلى «تهيئة ظروف إيجابية أمام نزلاء مراكز الإصلاح لضمان انخراطهم بشكل طبيعي، في المجتمع بعد خروجهم، والمساهمة في إمكانية تقبلهم من المجتمع»، كما تقول الوزارة، وفي النتيجة سيتم إشراك النزلاء في الحراك الثقافي بشكل عام. محمد ملكاوي، المستشار الإعلامي لوزارة الثقافة، يصف هذا المشروع، الذي عمل على إعداده منذ البداية، بأنه «مشروع وطني كبير تم طرحه قبل أسابيع، وتم التنسيق الأولي مع وزارة الداخلية، ومن المنتظر الآن عقد اجتماعات تنفيذية وتوقيع الاتفاقية مع وزارة الداخلية، لوضع خطة لتنفيذ هذا المشروع على مدى عام كامل، وعلى ثلاث مراحل» . يذكر ملكاوي أن بعض النزلاء هم من الفنانين والكتاب، وأنه سيعمل على إقامة معارض لهم داخل هذه المراكز، ومن الممكن إقامتها في الخارج إذا تسنى للوزارة ذلك. «الفئة المستهدفة هي جميع النزلاء، وسنعمل على انخراط أكبر عدد ممكن في هذا المشروع، وسيتم توزيع استمارة في البداية، لمعرفة عدد النزلاء المهتمين بالفكرة». عن الترتيب مع المثقفين والكتاب للانضمام لهذا المشروع، يقول ملكاوي: «في البداية يجب ضمان نجاح هذا المشروع مع شركائنا في وزارة الداخلية، وكان هناك حديث مبدئي مع بعض الشعراء والفنانين، الذين أبدوا ترحيباً بالمشاركة في مشروع وطني كهذا». ويتألف المشروع من ثلاث مراحل أولها مرحلة قصيرة سيعمل على تنفيذها قبل نهاية العام الجاري، وتتضمن تقديم «كتاب» من وزارة الثقافة لكل نزيل من مراكز الإصلاح والتأهيل، من مختلف المجالات الفكرية، ويشمل أيضاً دعم مكتبات هذه المراكز بالكتب والمطبوعات والأفلام، ومختلف المنتجات الثقافية وتحديثها أولاً بأول. أما المرحلة الثانية متوسطة المدى، فمن المتوقع العمل بها في مطلع العام المقبل، وتتعلق بإقامة ورشات عمل تدريبية لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل في مختلف المجالات مثل: القصة القصيرة، والشعر، والمسرح، وإقامة أمسيات شعرية وندوات لكتاب القصة القصيرة، وإقامة معارض للفن التشكيلي وإشراك النزلاء في المعارض إن كانت لدى بعضهم الرغبة والموهبة. وسيتم تنظيم مسابقات ثقافية وأدبية وفنية للنزلاء في مجالات الشعر والقصة والفن التشكيلي، وتقديم جوائز مجزية لهم. أما المرحلة الأخيرة فتتضمن رعاية وزارة الثقافة للنزلاء المبدعين الذين ينهون فترة محكوميتهم، ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع، حتى تكون الثقافة هي الجسر الذي يعيدهم إلى المجتمع. يقول جمال ناجي، الرئيس السابق لرابطة الكتاب الأردنيين، عن مشاركة المثقفين في هذا المشروع كهذا «إن الفنانين والأدباء مستعدون لأي عمل من شأنه خدمة الثقافة والوطن بشكل عام، وسيكون إقبالهم كبيراً على مبادرة كهذه إذا ما تمت دعوتهم». وعن فرص نجاح هذه الفكرة يقول ناجي «إمكانية نجاحه مرتبطة بالدرجة بجدية القائمين على المشروع، والتعامل بما يكفي من التخطيط السليم، وأن لا يكون مجرد رفع للشعارات ، فيجب تزويد النزلاء بأنواع المواد الثقافية كافة مثل الكتب والفن التشكيلي والمسرح. واللقاءات المباشرة بين الكتاب والنزلاء، سيكون لها أثر كبير في تغيير أنماط التفكير والسلوك لديهم، وفتح آفاق واسعة لهم، وفرص جديدة لهم عند خروجهم من السجن». أغلب النزلاء يشكون من ضعف ثقافي يتطلب تزويدهم بالمعارف والعلوم، لتكوين نظرة إيجابية لديهم تجاه المجتمع، وإرساء ثقافة احترام الآخر عندهم. يقول عاصم ربابعة، عضو مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان، عن ضرورة مثل هذه الخطوة لتطوير فكر السجناء، «تسجل مثل هذه الخطوة الإيجابية لوزارة الثقافة، في نشر الوعي بين المواطنين، وخصوصاً بين هذه الفئة التي هي في أمس الحاجة، لمثل هذا التثقيف». |
|
|||||||||||||