العدد 54 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
يمكن اعتبار الذين اعتادوا على صيغة "سمن وعسل" للتعبير عن العلاقات الجيدة بين طرفين كانوا موفقين أكثر من زملائهم الذين اختاروا صيغة "سمن على عسل"، لأن هذه الصيغة الأخيرة تستدعي التساؤل عن مَنْ هو السمن ومَنْ هو العسل؟ وذلك كي يتبين من على من؟ أي أن هذه الصيغة تنطوي على قدر من التراتب وعدم المساواة بين الطرفين. السمن والعسل لا يستويان في ثقافة الأردنيين وذاكرتهم، فالأول أي السمن له مكانة مرموقة ترتبط بدلالات الكرم والثروة والقوة البدنية وأسرار الصحة "المستدامة"، بينما للعسل مكانة ثقافية "غنوجة" الى حد كبير، وفي "أخشن" المعاني هو وصفة علاجية. أما الدارج عنه فهو ارتباطه بدلالات الحسن الجمال والدلال والرقة، ويكفي أن توصف فتاة بأنها "عسل" حتى يذهب خيالك أيما مذهب، وأشهر التعابير المتعلقة بالعسل هو قولنا: "إذا كان حبيبك عسل فلا تلحسه كله". بالمقابل، فإن كثيرين يحملون ذكريات "خشنة" عن السمن، وكثيراً ما تقول عند رؤيتك رجلاً قوياً ضخماً خشن الملامح: "إن ذلك يعود الى أكل السمن البلدي". سوف لا ندخل في نقاش الجوانب الأخرى للمسألة السمنية والعسلية، كقضية "الأصلي" و"المغشوش"، أو "البلدي" و"المستورد"، لأن ذلك قد يحمل علاقة السمن بالعسل ما لا تحتمل.. في البحث عن صيغ أخرى تؤدي الغرض نفسه، قمت بتطوير صيغة "الطنجرة وغطاها" لتصبح "طنجرة ضغط وغطاها"، وذلك لأنه في الصيغة الاعتيادية هناك مفاضلة بين الطنجرة والغطاء، فالطنجرة العادية أكثر أهمية من غطائها، فهي كيان قائم بذاته بينما يعتبر الغطاء إضافياً. أما في طنجرة الضغط، فهناك إنصاف أكبر، حيث تتساوى أهمية الغطاء مع الطنجرة، لأن طنجرة الضغط بلا غطاء تفقد تميزها في عالم الطناجر. |
|
|||||||||||||