السّجل - خاص

تدور أعمال الفنانة البصرية ومصممة الغرافيك لينا الصعوب حول ثيمة الجندر، وتتناول المساواة بين الجنسين بأسلوبية فنية رمزية.

عبر عشرين لوحة يضمها معرض «فضاء شخصي» الذي يقام حالياً في غاليري «مكان»، تتنوع المشاهد الملتقطة، لكن الجسد يبقى المكونَ الأساسي فيها، وحاملَ الفكرة والمعبر عنها.

في إحدى المجموعات التسع التي يضمها المعرض، تظهر المرأة بفستان الباليه تدور وتدور دون توقف ليصبح الجسد محور العمل الفني، وهو ما يتعزز عبر تعدد الظلال وإحاطتها بالجسد. في المجموعة نفسها تفرد المرأة يديها كأنما تود أن تتحولا إلى جناحين تطير بهما عالياً، غير أنها في صورة ثالثة تظهر وقد استنفدت قوتها في دوران يفضي إلى لا شيء.

إلى جانب الجسد وأدائه التعبيري تبرز الفكرة من خلال الموتيفات التي تغطي الجسد حيناً أو تجاوره حيناً آخر، بتعبيرية موحية، كما في تلك اللوحة التي تصور فتاة بفستان كلاسيكي يحيل على حقبة الستينيات تحتضن أسطوانة موسيقية كتب على غلافها (Let Your Heart Be Free). تجلس الفتاة قريبة من طاولة تستقر فوقها صورة داخل إطار وزهور. المشهد يجسد شعور المرأة بالوحدة التي تعانيها دون أن تتمكن من التواصل مع الآخر.

في "مخدات: أنا حرة"، تظهر المرأة في إطار لوحة على قماش، وهي تقدم أداء تعبيرياً كأنها حبيسة الصورة/ المشهد، وكأنما حريتها هي محض حلم بعيد المنال، إذ لا تحظى به في الواقع. إحدى الدلالات التي يستشعرها المتلقي من هذه المجموعة، هي أن المرأة حكر فقط على غايتين تُطالب بهما على الدوام: المتعة والراحة، ولا دور لها سوى ذلك.

في مجموعة أخرى من الصور يتسيد القناع الذي يخفي تفاصيل الوجه الصورة، أو الكمامة التي توحي بفعل مناهض للحرية، كما في الصورة التي يتجاور فيها رجل يرتدي فستاناً نسائياً أبيض وامرأة ترتدي فستاناً أسود، يميل رأساهما بعضهما على بعض فيما تحول الكمامة دون بدء الحوار بينهما. في لوحة أخرى لا تجد المرأة سوى المرآة لتكشف لها مشاعرها، في ظل غياب حقيقي للشريك. هنا يبدو انعكاس الجسد في المرآة جسداً آخر، قابلاً لإقامة حوار ترضى به المرأة أو تتقبله على مضض.

وفي صور أخرى يظهر جسد الأنثى إلى جانب جسد الذكر، في إشارة إلى تكامل في الدور، تأمله الفنانة بين الرجل والمرأة. لا تغفل الفنانة هنا أن تذكر المتلقي أن الرجل والمرأة كليهما ،رهينا المعاناة والقيود التي تكبل يد الإنسانية بعامة.

هذا المعرض، جزء من مشروع الفنانة القائم على موضوع "الجندر"، وهو يضاف إلى جهد تنظيري واسع في هذا المجال ما زال الاشتغال عليه دؤوبا في الأدب والفن.

كانت صعوب شاركت في معرض Pop Up (2004)، حيث صممت ملصقات فنية تتخيل أحداثاً وقعت في مدينة عمان، كما شاركت بمعرض في دبي بأربع لوحات أكريليك على قماش تعالج قضايا المساواة بين الجنسين.