العدد 9 - أردني
 

أجرى الملك عبد الله الثاني محادثات في عمّان أمس الأربعاء مع رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة قبيل وصول أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى إلى بيروت في إطار مساع دبلوماسية لتجاوز المأزق السياسي في هذا البلد، حسبما علم من مصدر رسمي.

ويرى دبلوماسيون عرب في عمّان أن السنيورة يسعى لحشد إسناد عربي بينما يروج موسى لخطّة طوارئ وضعها وزراء الخارجية العرب في القاهرة لانتخاب قائد الجيش السابق العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية وتشكيل حكومة يكون للرئيس كفّة الترجيح فيها ثمّ صياغة قانون انتخابي جديد.

يرتبط السنيورة بعلاقات وثيقة مع القيادة الأردنية التي تسعى- من خلال مجلس الجامعة- لحلحلة استحقاق انتخاب العماد سليمان رئيساً للبلاد. وكانت زيارته مقرّرة أواخر العام الفائت إلا أنها أرجئت بسبب اختلاف في جداول المواعيد.

يقول دبلوماسيون إن فشل الخطّة العربية- التي أيدتها سورية- يعني أن الولاية الدستورية للحكومة ورئيسها ستنتهي خلال ثلاثة أشهر، ما قد يدفع لبنان إلى عنق زجاجة جديد.

وترجح مصادر في بيروت أن يتأجل انتخاب الرئيس إلى الربيع في حال فشلت مهمة موسى في الدفع باتجاه انتخاب سليمان خلال جلسة مجلس النواب السبت المقبل. لذلك تؤكد المصادر حاجة السنيورة للإسناد العربي.

يصر الأردن، بحسب مصادر مطلّة على هذا الملف، على عدم التدخل في الشأن اللبناني. الملك، الذي رفض منذ البداية دعوات للوساطة، بحسب المصادر ذاتها- ساهم في إقناع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ما زال يمتلك أوراقاً قوية في لبنان، لتسهيل استحقاق انتخاب رئيس جمهورية خلفاً لإميل لحود.

فخلال زيارته إلى دمشق قبل شهرين، قال عبد الله الثاني للأسد إنه يتوقع أن تلعب سورية «دوراً إيجابياً» في تعزيز سيادة لبنان واحترام مؤسساته ما سيمهد الطريق أمام عودة دمشق إلى الصف العربي. من شأن هذه المعادلة، تقول المصادر ذاتها، أن تهيء الأرضية لإنجاح القمة العربية المقرر عقدها في دمشق في آذار/مارس المقبل. في بيروت يلتقي موسى مع مختلف الأطراف اللبنانية لعرض الخطة العربية بعد أن رحبت بها غالبية القوى السياسية اللبنانية إلى جانب القوى الاقليمية مثل سورية وإيران.

على أن حزب الله الموالي لإيران انفرد بالمطالبة بالتأكد من الخطة المطروحة مبنية على أساس «لا غالب ولا مغلوب» وبأن أي طرف لن يكون بمقدوره فرض موقفه على الحكومة المقبلة.

السنيورة في عمان بالتزامن مع وصول موسى إلى بيروت
 
10-Jan-2008
 
العدد 9