منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ أكثر من ثلاثة أسابيع مراسلي الصحافة الأجنبية من التوجه إلى قطاع غزة، وفق منظمة مراسلون بلا حدود التي تتخذ من باريس مقراً لها وتعنى بالحريات الصحفية على مستوى العالم.

وطيرت المنظمة رسالة لوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عبّرت فيها عن احتجاجها من التدابير المفروضة منذ السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، التي تمنع عشرات الصحفيين الأجانب من دخول قطاع غزة.

تفرض سلطات الاحتلال طوقاً أمنياً مشدداً على القطاع منذ أمد طويل، الأمر الذي أدى الى انقطاع الكهرباء عن ساكني القطاع، وتركهم يعيشون في ظروف غير إنسانية.

رسالة «مراسلون بلا حدود» ترافقت مع رسائل وجهها مسؤولون آخرون عن مؤسسات إعلامية دولية إلى رئيس الوزراء أيهود أولمرت في اليوم نفسه طالبوه فيها بفتح معبر إيريتز لمراسليهم.

ورد في رسالة «مراسلون بلا حدود» :«على حد علمنا، لم يسمح لأي صحفي بالمرور بمعبر إيريتز للتوجه إلى هذا القطاع المستقل منذ السادس من تشرين الثاني/نوفمبر 2008 في حين أن أي تقييد لحركة المراسلين الأجانب لم يدم قط إلى هذا الحد. هذا القرار الأحادي وغير المبرر يقترن بعواقب وخيمة تلقي بظلالها على عملهم».

وأضافت المنظمة: «إقفال قطاع غزة على الصحافة الأجنبية لا يحول دون إطلاع الرأي العام العالمي على المأساة الإنسانية هذه وحسب، بل يسلّط الضوء أيضاً على التدابير القمعية التي تتخذها إسرائيل، ما يبرر الشك بنية طمس الحقائق».

وختمت بالقول: «إن تواجد الصحافة الأجنبية ضروري لما يمثله مراسلوها من مصدر مستقل للأخبار. فإن تدهور ظروف عمل الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة منذ استئثار حركة حماس بالسلطة في حزيران/يونيو 2007 يجبرهم على ممارسة الرقابة الذاتية المشددة التي يفلت منها الصحفيون الأجانب، ما يخوّلهم التعبير عن مخاوفهم حيال حكومة حماس. ولهذه الأسباب، وتفادياً لتمديد انتهاك فاضح لحرية تحرّك المؤسسات الإعلامية وعملها، نرجو أن تتخذوا التدابير الضرورية لوضع حد لهذا الإجراء الحاسم والمسيء إلى الحكومة التي تنتمون إليها».

في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2008، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية شلومو درور، أنه سيسمح للصحفيين مجدداً بدخول قطاع غزة «عندما تتوقف صواريخ حماس». وأشار إلى أن «المراسلين المتواجدين في قطاع غزة يغطون الوضع فيه بشكل ملائم»، وأضاف شلومو درور أن إسرائيل غير راضية عن تغطية المؤسسات الإعلامية الدولية للأحداث متهماً إياها بالمبالغة في تصوير معاناة الفلسطينيين.

بيد أن مراسلون بلا حدود رأت أن «مثل تلك التصريحات مقلقة وغير مقبولة لا سيما أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية يؤكد أن حظر مرور مراسلي الصحافة الأجنبية يشكل تدبيراً تأديبياً بكل بساطة».