العدد 53 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
رئيس تحرير صحيفة السّجل قرأت باستهجان واستغراب شديدين ما نشر عن مجلة «عمّان» في صحيفتكم الغرّاء في العدد 50، 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2008، تحت عنوان «مسيرة طويلة تتطلب مأسسة». ومرد ذلك الاستهجان أمور عدة أولها أن الموضوع بدأ بما يلي «بصدور العدد 157..»، مع أن الموضوع نشر والمجلة في عددها «الواحد والستون بعد المائة»، وهذا يدل على أن هنالك نوايا مسبقة لطرح هذه القضية. أما الأمر الثاني، فهو يكمن في المعيار الذي تم اعتماده لاختيار كاتبين معروفين في عدائهم الشخصي للمجلة. والمسألة الأخرى ما ذكر «حول تبدل أعضاء هيئة التحرير غير مرة وبقرارات مفاجئة كرد فعل على انتقادات أدلى بها أعضاء الهيئة حول عمل رئاسة التحرير، كما حدث قبل شهور مع الباحث مهند مبيضين»، انتهى الاقتباس. وأستطيع أن أؤكد أنني لم أسمع انتقاداً واحداً من أي من أعضاء هيئة التحرير حول أية مسألة لها علاقة بالمجلة، وأتمنى على أي واحد منهم دحض ذلك بالصورة التي يراها برهاناً على عدم مصداقيتي، وبالنسبة لمبيضين فقد استقال لسبب آخر لا يمت إلى مجلة «عمّان» بصلة، وما زلنا نحتفظ بالاستقالة لمن يرغب في معرفة الأسباب، بدليل أن مبيضين ما زال يطل على قرائه من خلال زاويته الشهرية في مجلة «عمّان» ونحن سعداء بذلك. والمسألة الأخيرة في هذه المقدمة أننا لسنا نتحمل مسؤولية إن كانت رؤية بعضهم لأي منجز ثقافي عرجاء..! مثلما لا نتحمل المسؤولية عن قصورهم في الإطلالة على المشهد الثقافي العربي لمعرفة القامات الثقافية التي تسهم في صنعه، مثلما لا نتحمل مسؤولية من لا يتابعون المنابر الثقافية إلاّ تلك التي تنشر لهم. لقد اختارت صحيفة «ے» ثلاثة أسماء للحديث عن سيرة مجلة «عمّان» ومسيرتها، هم: هاشم غرايبة، وحسين جمعة، ومنال حمدي. وردي على ما ذكره غرايبة عن «عمّان»، فإنني سأختصره جداً لكي لا تبدو المسألة مساجلة كلامية، ففي العدد 100 من «عمّان» الذي جرى الاحتفاء بصدوره بصورة خاصة، كتب غرايبة مقالة في العدد المذكور اقتطف منها ما يلي: «فما بين نصوص المكان والفن التشكيلي، والشعر، والعمارة، والنقد الأدبي، والمقالة، والقصة، وما بين التداعيات العفوية ودهشتها الطازجة كانت رحلة هذه المجلة عبر مئة من أعدادها، وأيّاً كانت نتيجة نقاشاتنا، فإنها مجلة سترسم علامة مهمة في تاريخ الأدب الأردني، وهي تؤشر على مسيرة النقد والإبداع في الأردن مع مطلع قرن جديد». وأتساءل بحرقة: ما الذي تغيّر بعد ذلك؟ لم يتغيّر أي شيئ سوى المزيد من تطور هذا المنبر الأردني العربي الذي استلهم ضرورة أن لا يقتصر على الحدود الجغرافية التي يصدرعنها، استجابة لفكر الثورة العربية الكبرى وفلسفتها الخالدة. والإضافة التي كنا نتمنى أن لا نذكرها هي أن مقالة غرايبة نشرت عندما كان عضواً في هيئة تحرير «عمّان». ويتقاضى مكافأة مجزية شهرياً. أما حسين جمعة، فإنني سوف أكتفي بالرد على ما جاء في ملاحظاته عن «عمّان» بإرسال نسخة من مقالة كتبها قبل أربع سنوات وكرّسها في الهجوم على مجلة «عمّان». والمقالة تلك تقع في ثلاث صفحات مطبوعة. ولسوء حظ جمعة ليس أنها لم تنشر، وإنما لأنها لا تليق به كونه لم يكتبها لقناعته بما ورد فيها، وإنما لأنها أُمليت عليه لكتابتها. جمعة - وللمرة الثانية أقول لـ«سوء حظه» - قام بكتابة ملاحظة بخط يده في نهاية المقالة آنفة الذكر هي ما يلي: «كتبتُ هذه المقالة بناءً على طلب من المحرر الثقافي في صحيفة (......)، إلاّ أن التغيير الذي حدث في القسم الثقافي حال دون نشرها في الصحيفة المذكورة!!) فهل هنالك فضيحة يمكن أن يقترفها كاتب عقائدي كجمعة كهذه..؟ لقد جاء في الموضوع آنف الذكر المنشور في صحيفتكم أن ما أتسلح به للرد على النقاد، وهم أقل من أصابع اليد الواحدة، رسائل إشادة بالمجلة بخط اليد أبرزها بقلم الروائي الراحل عبد الرحمن منيف، سبق أن أرسلها للمجلة، وهو ما سوف نظل نعتز به. ولكن هذا المثل يشكل افتراءً على الحقيقة، ذلك أن أرشيف «عمّان» يتضمن مئات الشهادات التي نشرت في منابر وصحف عربية ورسائل وصلتنا بالبريد الإلكتروني، وعلى سبيل المثال لا الحصر، هل تمثل الأسماء التالية أية أهمية لغرايبة الذي قال إن ما تنشره «عمّان» لكتّاب لم يسبق له أن سمع بهم، وهو كلام لا يليق بمثقف أو حتى بقارئ مبتدئ.. والأسماء هي: عبد العزيز المقالح، ومها فائق العطار، ومصطفى بلمشري، والروائي الحبيب السائح، ومحمد رضا مبارك، ومحمد جابر الأنصاري، وفؤاد التكرلي، وليلى شرف، وإبراهيم العجلوني، وأمجد ناصر، ومسعودة أبو بكر، وزهور كرام، ومحمد أبو دومة، ومحمد الباردي، وعلي جعفر العلاّق، وبوشوشة بن جمعة، وغادة السمان. أعرف أن المساحة المخصصة لا تسمح بذكر المئات غير هذه الشهادات. وكلمة أخيرة أعتب فيها على رئيس التحرير، لأن شهادات من تحدثوا عن «عمّان» في صحيفتكم لا تعبّر عن حقيقة هذا المنجز ولا عن الإنجازات التي حققتها على امتداد الوطن العربي كجسر تواصل بين ثقافات أقطارنا العربية. عبدالله حمدان رئيس تحرير مجلة «عمّان» |
|
|||||||||||||