العدد 8 - حريات | ||||||||||||||
أدت موجة اللجوء الفلسطيني عام 1948 إلى وصول خمسة آلاف لاجئ فلسطيني إلى العراق، تم نقلهم من قبل القوات العراقية التي انسحبت من فلسطين، ومعظمهم من قرى جنوبي شرقي مدينة حيفا (عين حوض، جبع، عين غزال، اجزم، الفريديس، أم الزينات، الصرفند، كفرلام، الطنطورة، طيرة حيفا، دالية الروحا، المزار). وكانت قيادة الجيش العراقي العاملة في فلسطين آنذاك بأمرة الفريق نور الدين محمود، قررت إخراج أبناء تلك القرى نحو العراق لأن 800 مقاتل فلسطيني من أبنائها كانوا في عداد قوات فوج الكرمل التابع للجيش العراقي. تم ترحيل هؤلاء اللاجئين أول الأمر إلى معسكر الشعيبة قرب البصرة جنوبي العراق. وقامت السلطات العراقية بتوزيع معظم هؤلاء اللاجئين فيما بعد إلى بغداد ومدن أخرى، وكان نصيب بعضهم السكن في ملاجئ ما زال بعضها قائماً إلى الآن ويقطن فيها أعداد من اللاجئين، كالمُقامة في الزعفرانية وغيرها. يقول الكتاب إن أولى مآسي هؤلاء اللاجئين كانت عام 1949 عندما رفضت حكومة نوري السعيد السماح لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تسجيلهم ضمن سجلاتها. بعد ذلك، ظل الواقع القانوني لهؤلاء اللاجئين من حيث الإقامة والعمل والحركة وحقوق التملك وغيرها غير مستقر، فالقرارات المتعلقة بأوضاعهم كانت دوماً عرضة للتغيير والتبديل، وتخضع للمناخات السياسية التي تغيرت في العراق أكثر من مرة بعد ثورة عام 1958. يركز الكتاب على أوضاع الفلسطينيين في العراق بعد الاحتلال الأميركي، مشيراً إلى اتهامهم بعد انهيار نظام صدام حسين بـ”العمالة” للنظام السابق، ما أدى في ضوء ذلك لتعرضهم لعشرات حوادث القتل المتعمد، حيث قُتل منهم منذ نيسان/أبريل 2003 وحتى منتصف عام 2007 نحو 199 شخصاً، وفُقد 16 إضافة إلى وفاة 11 في المخيمات التي لجأوا إليها في الوليد والتنف والرويشد (على الحدود العراقية السورية والعراقية الأردنية). ويؤكد الكتاب أن عمليات القتل التي مورست بحق الفلسطينيين هناك، تمت على يد بعض الميليشيات، وفي إطار حملات منظمة. تفاقمت معاناة هؤلاء اللاجئين في ظل الأوضاع الجديدة بعد الاحتلال، وتدهورت أوضاعهم القانونية والأمنية والصحية والتعليمية والاقتصادية نتيجة حملات التهجير والاعتقال والخطف التي طالتهم، ما دفع بأعداد كبيرة منهم للبحث عن طريق الخلاص والفرار من العراق بالرغم من ظروفهم المادية الصعبة. وهكذا، يضيف الكتاب، بات هناك مخيم فلسطيني جديد اسمه “مخيم نيقوسيا” على مقربة من العاصمة القبرصية تقيم فيه بضع عشرات من العائلات الفلسطينية التي هربت من العراق، وآخر اسمه “مخيم نيودلهي” على مقربة من العاصمة الهندية تقيم فيه بحدود 300 عائلة فلسطينية من العائلات الميسورة التي تمكنت من الوصول إلى هناك، كما هاجر آلاف آخرون إلى البرازيل والسويد والصين والسودان وغيرها. تقع مادة الكتاب في ثلاثة فصول، مع ملحقين أحدهما بأسماء الفلسطينيين الذين تعرضوا للقتل في العراق، وآخر يتضمن مجموعة من الوثائق المتعلقة بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق وغالبيتها وثائق حكومية عراقية. المؤلف: عز الدين محمد إصدار: مركز الغد العربي للدراسات- فلسطين - الطبعة الأولى، كانون الأول/ ديسمبر 2007. عدد الصفحات: 162 من القطع المتوسط |
|
|||||||||||||