العدد 52 - أردني | ||||||||||||||
ليست العمالة الوافدة كلها عاملات منازل وعمال إنشاءات وعاملين في مهن شاقة لا يقبل عليها الأردنيون. المترجم والكاتب الجزائري مدني قصري يرى أن مجيئه إلى الأردن كان أشبه بالمغامرة، فلم يكن لديه تواصل أو معرفة مع أحد في الأردن قبل مجيئه، لكنه عرف البلد من خلال زيارات سياحية سابقة وكان معجباُ بالبلد والمجتمع الأردني وبالتطور والانفتاح الذي يميزه كما يقول. «أنا لا أشعر بالغربة مطلقاً، أتخيل الأردن بلدا بلا حدود»، مقولة مدني هذه تعبر عن تجربته الشخصية منذ أن أقام في عمّان العام 2001، إذ اكتشف «أن الأردن موازييك من شتى الأعراق والطوائف التي تعيش بتسامح وتعايش ولكل فئة شكل من أشكال الانتماء». في العام 2003 بدأ قصري العمل في صحيفة «الرأي»، قبل أن يشرع بترجمة عدد من الكتب، منها رواية «فتاة البرتقال» للنرويجي غوستين غاردر، وكتاب «القرن الواحد والعشرين لن يكون أميركيا» للفرنسي بيار بيارنيس الذي صدر عن المؤسسة العربية للنشر في بيروت. بعد انتقاله للعمل في «الدستور» العام 2005، كثّف مدني عمله الصحفي من خلال القيام بمجموعة من الحوارات مع كتاب عرب وأردنيين وترجمت حوارات مع كتاب فرنسيين وغربيين ستصدر قريباً في كتاب «حوارات من الشرق والغرب»،إلى جانب نشره ترجمات عدة منها: رواية «سر الصبر» لغوستين غاردر، و«سنوات صدام»، كما سيصدر له قريباً رواية تاريخية مترجمة عن الروسية بعنوان «قيصرات روسيا». يعتقد قصري أن الأردن فجر الكثير من طاقاته، وأن ما حققه من نجاح يحفزه لتفجير مزيد من الطاقات، مؤكداً على «وجود سقف حرية مرتفع في الأردن، ولكن من يقف في طريق المبدع ليست السلطة بل أنصاف المثقفين».
يؤكد قصري على عدم اعتزامه العودة قريباً إلى وطنه الجزائر، فما زال لديّه مشاريع ترجمة سيقوم بها في الأردن، ومن أهمها ترجمة كتاب «طريق القدس» وهي رواية تاريخية من ثلاثة أجزاء للفرنسي جون غيو تعيد الاعتبار لصلاح الدين الأيوبي، إضافة لكتاب «الحلم المكسور» الذي يروي فشل عملية السلام في قمة كامب ديفيد الثانية. |
|
|||||||||||||