العدد 51 - دولي | ||||||||||||||
لا تخطيء عين العارف بتركيبة الكونغو السكانية ذلك الطول الفارع والأنف المائل، إلى أن يكون مدببا وطول الوجه والنحافة البادية على لوران نكوندا، وهي كلها ملامح تدل على أنه ينتمي إلى قبائل التوتسي التي يحمل أفرادها هذه الملامح، في مقابل ضخامة الوجه وقصر القامة والسمنة والأنف المسطح الذي يتميز به أفراد قبائل الهوتو. وقد جعلت ملامح التوتسي هذه البلجيك في العهد الاستعماري يرون أن التوتسي قبائل تنتمي إلى أصول أرقى من الهوتو، وكانت تعاملهم معاملة خاصة. وعلى رغم أن نكوندا ولد في الكونغو قبل أربعين عاما وخدم في الجيش الكونغولي، فإنه عاد إلى رواندا أخيرا ليعمل في جهاز المخابرات الخاص بها. وهو اليوم يقود قوة من نحو ستة آلاف مقاتل جيدي التسليح والتدريب، ويحظون بمرتبات عالية مقارنة بمرتبات الجيش الكونغولي التي لا تزيد في المعدل عن 20 دولار شهريأ، يضاف إلى ذلك تسليح سيء وانضباط شبه معدوم وتراث عسكري حافل بالارتداد وتوجيه البندقية من هدف إلى آخر بين القوات الحكومية الكونغولية. خلال حربه التي بدأها عام 2002، ارتكبت القوات التي يقودها نكوندا مجازر جعلته مطلوبا لمحكمة جرائم الحرب الدولية، كما جعلت ماري روبنسون، مفوضة شؤون اللاجئين السابقة تصدر بحقه مذكرة توقيف ومحاكمته بتهمة احتجاز وضرب موظفين تابعين للأمم المتحدة في المنطقة التي ينشط فيها. وفي العام 2004 صدر تقرير عن منظمة هيومن رايتس ووتش يقول إن قوات نكوندا اجتاحت مدينة باكوفو الشرقية في العام المذكور وبدأت حملة لدهم المنازل وأعملت القتل والاغتصاب بين السكان بينهم مراهقات وفتيات لم تتجاوز أعمارهن ثلاث سنوات. |
|
|||||||||||||