العدد 51 - كاتب / قارئ | ||||||||||||||
وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني كانت من أوائل الذين بادروا بسرعة، لتصريحات الإعجاب بالرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما، الذي قيل فيه من المديح والإعجاب على الصعيد العربي وحتى الإسلامي، ما لم يُقل في غيره من الرؤساء الأميركيين. استطلاعات الرأي أظهرت أن أوباما صار عربيا بكل معنى الكلمة، إذ إن نسبة خمسين بالمئة من السعوديين وبقية العرب تمنت أن يصل أوباما إلى البيت الأبيض، وكذلك أربعين بالمئة من الفلسطينيين. ومن المفارقات أن اوباما حقق نجاحا أفضل بين اليهود في الولايات المتحدة، وبشكل أكبر مما هي حاله بين المسلمين في منطقة الشرق الأوسط. وليس مهما فقط أن يصل أوباما إلى كرسي الرئاسة في الولايات المتحدة، بل الأهم هو ما يريد أوباما فعله في السنوات الأربع المقبلة في المنطقة. ملامح السياسة الأميركية المستقبلية، تبدو للأسف سوداء اللون للمنطقة، تماماً مثل بشرة الرجل الأول في الإدارة الأميركية، بخاصة إذا ما عرفنا أن معظم القادمين الجدد أصحاب القرار في فريق أوباما هم من رجال الإدارات الأميركية السابقة. رهان العرب والمسلمين على أوباما بتغيير مسار السياسة الأميركية إيجابيا نحو العرب، ولا سيما في ما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، يشبه الرهان على حصان خاسر. فمستقبل السلام في الشرق الأوسط، لن يشهد تغييراً جذرياً في عهد الإدارة الأميركية القادمة، لأن الأميركي الأسود باراك أعلن صراحة عن موقفه تجاه المنطقة خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل. أوباما صرح علانية وهو يضع القلنسوة اليهودية على رأسه، أنه صديق حميم لإسرائيل ملتزم بأمنها والدفاع عنها، ويرى في إسرائيل معجزة تكشفت خلال ستين عاما، ولن يضغط عليها من أجل تقديم تنازلات في عملية السلام قد تعرض أمنها للخطر. حقيقة واضحة لا يمكن القفز عنها، وهي أن الوجود اليهودي قادر على تفويت الفرصة أمام أي مرشح للرئاسة الأميركية إن لم تكن إسرائيل أساس برنامج المرشح في المستقبل. أحمد حازم |
|
|||||||||||||