العدد 51 - حتى باب الدار
 

يعرف الأردني باسمه الشخصي واسم عشيرته او بلدته وبمهنته وبيته وبسيارته أيضاً، وهذه الأخيرة تعتبر علامة دالة على صاحبها أكثر من غيرها من العلامات والعناصر.

فأنت مثلاً لا تستطيع أن تعلق لوحة على ظهرك أو صدرك، وتكتب عليها اسمك أو اسم عشيرتك أو مهنتك أو موقع بيتك وحجمه، أينما حللت وتنقلت لتقول للناس إنني أسكن في هذا البيت الفخم!.

لكن السيارة ترافق صاحبها وتدل عليه وتحدد مركزه ومكانته، فقد تَسأل عن شخص وتذكر اسمه ومهنته ومكان بيته فلا يعرفه أحد، لكنك إذا قلت أنه يمتلك «شبح فيراني» مثلاً أو «بي أم» سيلفر مثلاً آخر غير المثل الأول، فإن كثيرين سيرشدونك اليه بالتأكيد.

هناك صنفان من التمايز الاجتماعي المتمحور حول السيارة: الأول يميز مالكي السيارات عن غير مالكي السيارات، وهم المعروفون في المجتمع بأصحاب نمرة 11 قياساً لاعتمادهم على سيقانهم في التنقل، والثاني يرتب مالكي السيارات أنفسهم الى مستويات بحسب نوع سياراتهم، وعادة ما يتقن مالكو السيارات مهارة جمع المعلومات حول أسعارها وخصائصها، بحيث يتعرفون على مراكز بعضهم البعض ويقنع كل منهم بالمركز الذي تتيحه سيارته.

السنوات الأخيرة التي شهدت تغيرات في أسعار السيارات، بالارتباط مع التغيّر في مقدار الرسوم الجمركية ثم بسبب التغيرات الكبيرة التي طرأت على أسعار الوقود، أنشأت اضطرابا في الحراك الاجتماعي المتعلق بالسيارات، فقد تمكن كثيرون من القفز الى مراكز "سياراتية" أعلى، في حين اندحر بعضهم الى مواقع أدنى مما اعتادوا عليه. وبعض أصحاب السيارات المتواضعة استطاعوا الحصول على سيارات أحسن وأعلى سعراً تمكنت من سحبهم معها الى أعلى.

الذين يمتلكون سيارات من المستويات الدنيا شعروا أحيانا بالغبن بسبب انخفاض قيمة موجوداتهم من الوجاهة المتصلة بالسيارة، بسبب تمكّن كثيرين من أصحاب نمرة 11 من مغادرة موقعهم الاجتماعي التقليدي.

السيارة التي تنقل صاحبها أفقياً من موقع الى آخر وبموازاة الأرض التي تسير عليها، تستطيع في المجتمع أن تتحرك وتحرك صاحبها صعوداً وهبوطاً.

حِراك أفقي وعمودي
 
13-Nov-2008
 
العدد 51