العدد 50 - كتاب
 

بهذا العدد ورقمه خمسون تختتم "ے" سنتها الأولى، ويتطلع القائمون عليها للسنة الثانية من مسيرة هذا المشروع، ابتداء من عدد الخميس المقبل.

لقد بذل فريق العاملين كل بمفرده وبصورة ثنائية وجماعية، جهوداً خارقة وموصولة لبلورة هذا المشروع، على النحو الذي خرجت به هذه المطبوعة، في تميزها المهني وأدائها النوعي، وبالقيم التي تمسكت بها.

لقيت "ے" منذ صدورها وحتى اختتام سنتها الأولى دعماً معنوياً نبيلاً، من الزملاء الصحفيين على اختلاف مواقعهم ومنابرهم المكتوبة والمسموعة والإلكترونية، ما أمدّنا بمزيد من الطاقة والأمل، وضاعف شعورنا بالمسؤولية تجاه هذه المهمة، ومما ندين به لجمهرة الزملاء الأعزاء. وقد شاطرهم في هذه الوقفة الكريمة تجاه "ے"، أعضاء النخبة السياسية والمثقفة، من نواب وأعيان وحزبيين وأكاديميين ونقابيين، ومن مسؤولين حاليين وسابقين، ومن ممثلي المجتمع المدني والأجيال الشابة، الذين استوقفتهم هذه التجربة وأغنوها بملاحظاتهم ومشاركاتهم.

اجتهدت "ے" ما وسعها الجهد على البرهنة على مدى خمسين عدداً، أن هناك ما يمكن إضافته لمسيرة الصحافة الأردنية، وما يستحق إضافته للتعبير عن تيار مدني تحرري مستنير، نزعم أنه ليس هامشياً أو ضئيلاً، يروم لإطلاق طاقات الفرد والمجتمع، وضمان المشاركة، ورفع مستوى الوعي السياسي والدستوري، وإشاعة الحيوية الثقافية، ونصرة حقوق الإنسان، ابتداء من الأطفال والنساء والشبان والفقراء وليس انتهاء بجمهرة المهمشين.

لم نحقق بعد ما نتوق إليه، فمن طبيعة العمل الإعلامي "النقص" وحاجته الدائمة للاستكمال، بمواكبة الحياة التي تضيف جديداً يتطلب متابعته كل يوم، ويقتضي الإصغاء إلى نبضه، وإدراك ما يحمله من إضافات.

وإذ نشيع السنة الأولى من عمر هذه المطبوعة، التي أنفقنا فيها جهداً هائلاً موصولاُ لم يخل من توترات التطلع إلى التجويد والتجديد، ومن صعوبات الموازنة بين النفقات والمردود، وهو ما يصادف كل المطبوعات في السنوات الاولى للصدور، فإن العاملين في "ے" يحدوهم الأمل والثقة بأن الطريق الذي شقته هذه الصحيفة - المجلة، قد أصبح أقل وعورة ولا عودة عن، بل يحملنا على مواصلة المسير، والرهان على خيارنا الأصيل على صحافة عصرية متطورة، تجمع بين قيم البحث والجاذبية المهنية، وتعكس غنى وتركيب مجتمعنا إلى جانب الأعطاب وأوجه الخلل. وهو ما كشفت عنه الأعداد الخمسون من ے عدداً تلو عدد، بملفاتها وأبوابها وتقاريرها.

ليس لدينا الكثير مما نقوله بهذه المناسبة، لكن لدينا الكثير مما نعتزم فعله. وسوف نهتدي بملاحظات وانتقادات واقتراحات القارئين والقارئات، خاصة ممن يشغلهم أمر تطوير العمل الإعلامي كما تجديد الحياة العامة بمناشطها المختلفة، وممن واكبوا هذه المطبوعة في رسم ملامح هويتها، وطريقة مقاربتها للقضايا المثارة التي تنأى عن الشخصنة وعن أية أجندات خاصة، باستثناء "أجندة" التنوير والموضوعية، ومتطلبات التقدم السياسي والثقافي، وحماية وتوطيد المصالح الوطنية والقومية العليا.

محمود الريماوي:«السّجل»: سنة ثانية
 
06-Nov-2008
 
العدد 50