العدد 8 - علوم وتكنولوجيا | ||||||||||||||
يشتكي عدد متزايد من أصحاب الأعمال من سوء استخدام للإنترنت أثناء الدوام الرسمي وتأثيره على مستويات الانجاز لدى الموظفين، وذلك بالرغم من الفوائد الكبرى التي تحققها الشبكة العنكبوتية والتكنولوجيا الرقمية في الشركات. لذلك اخترعت التكنولوجيا برامج وأدوات للـ “التجسس” على الموظفين. إلا أن العديد في الأردن والعالم يشتكون من أن الوقت الذي يقضيه الموظفون على الإنترنت لأغراض ليست لها علاقة بالعمل يتجاوز 40% وهي نسبة في تزايد. مواقع البريد الإلكتروني، الدردشة، التواصل الاجتماعي والمنتديات هي المحطات الرئيسية للإنترنت لدى الموظفين في الأردن. وبحسب موقع «أليكسا» Alexa العالمي، الذي يعرض إحصائيات المواقع الأكثر زيارة على الشبكة الكونية، يتربع موقعا البحث: “ياهو” و”جوجل” على قمة المواقع التي يطرقها أردنيون، يتبعهما مباشرة الفيس بوك Facebook، مربط الشبكات الاجتماعية الأول في العالم. وتشتهر لدى الأردنيين مواقع الإنترنت المخصّصة للتعارف ونسج تشبيكات مجتمعية مثل هاي فايف Hi5 وماي سبيس My Space ومواقع تبادل الصور وإرسال الملفات مثل يو تيوب You Tube ورابيد شير Rapidshare.com وميجا ابلود megaupload.com وفورشيرد4shared.com . فيما تكاد تخلو لائحة الـ 100 موقع إلكتروني الأكثر “نقراً” أردنياً من السياسة وطلب العلم والأبحاث. ولا توجد إحصائيات محلية عن مدى تأثير هذه الظاهرة، إلا أن أرقام دائرة الإحصاءات العامة تشير إلى أن 73% من الأردنيين الذين يستخدمون الإنترنت يستخدمونه لأسباب “شخصية” فيما يستخدمه 17% فقط لأغراض تتعلق بالعمل. شركة “بايسكس” للإحصائيات تعتبر هذه الظاهرة «أزمة العام 2008» وقدرت في إحصائية حديثة أن اقتصاد الولايات المتحدة خسر عام 2006 وحده ما لا يقل عن 650 مليار دولار، وذلك بسبب تشتت انتباه الموظفين وفقدانهم التركيز جراء سيل المعلومات الإلكترونية التي تعترضهم عبر البريد الإلكتروني ومواقع العمل الرقمية. وقالت الدراسة إن التوقف عن العمل للرد على بريد إلكتروني أو للبحث عن معلومات موجودة في رسائل قديمة ومحفوظة أو لإجراء اتصال بالهاتف الجوال لا تبدد وقت الموظف خلال الرد فحسب، بل ترغمه على إضاعة ما يعادل ضعف ذلك الوقت 10 أو 20 مرة من أجل استجماع أفكاره والعودة إلى النقطة التي أوقف عندها عمله. ورأت الشركة أن الموظفين يمضون الكثير من الوقت في الرد على رسائل إلكترونية تردهم خلال العمل، وبخاصة من النوع الذي يرسله شخص واحد إلى مجموعة كبيرة من المتلقين مما يتسبب في ضياع وقت جماعي. مديرة الموارد البشرية في شركة “مكتوب” خالدة المفلح، تقدر أن الوقت الذي يقضيه الموظفون على الإنترنت لأغراض شخصية يتجاوز الـ 40% من وقت العمل اليومي. وتقول:”نحن نعاني من هذه الظاهرة لأن الموظفين في الأردن يفتقرون للوعي الكامل بأهمية المحافظة على وقت العمل، واستخدام الإنترنت للحصول على المعلومات وتسهيل العمل.” وتؤكد المفلح أن الموظفين يعتبرون الإنترنت في مكان عملهم ترفيهاً يسمح لهم باستخدامه لأغراض التسلية، وبخاصة في غياب الرقابة الذاتية أو عدم وجود ضوابط مهنية تحكم هذه العملية. لمواجهة هذه المشكلة، اتخذت شركة “اسكدنيا” منحى يحدد المواقع والخدمات الإلكترونية التي يمكن أن يستخدمها الموظفون. الشريك الإداري في الشركة، ضحى عبد الخالق، تؤكد أن استخدام مبادئ “الإدارة الحكيمة” وإدارة البرمجيات وأدوات استخدام التكنولوجيا تمكنت من حل هذه المشكلة جذرياً. وتقول عبد الخالق:”ليس من الضروري أن يكون الإنترنت مفتوحاً على إطلاقه لجميع الموظفين بل يجب استخدام مقيدات لضمان استخدام الإنترنت في البحث والتطوير لمصلحة العمل.” وتستخدم الشركة، بحسب عبد الخالق، عمليات فلترة متقدمة تمنع استخدام الإنترنت لأغراض لا تخدم العمل فيما يعتبر النظام الداخلي للشركة استخدام الإنترنت لأغراض شخصية سلوكا “غير صحيح.” وتضيف:”يجب أن نتذكر أن ثقافة كل مؤسسة ومهنيتها تتكون من ثقافة العاملين فيها فرداً فرداً.” وتتوافر محلياً وعالمياً الكثير من البرمجيات التي إما تحجب مواقع التسلية والدردشة أو توفر لصاحب العمل أو من ينوب عنه “المراقبة الحية والمباشرة” لجميع المواقع التي يزورها الموظفون أو البرمجيات التي يستخدمونها أثناء العمل. ولكن المفلح ترى أن هذه الأساليب “القمعية” لن تحول دون تضييع وقت العمل الذي قد يضيع أيضاً في التحدث بين الموظفين أو الزيارات الداخلية. المفلح وعبد الخالق تتفقان على ضرورة رفع وعي الموظفين بأهمية الوقت، والتركيز على التعامل بمبادئ التكليفات، وضرورة إنهائها بالمواعيد المحددة ضمن إطار العمل. |
|
|||||||||||||