العدد 50 - علوم وتكنولوجيا
 

في الوقت الذي تنشغل فيه الولايات المتحدة الأميركية بالاحتفاء برئيسها الجديد، وُضع نظامها الانتخابي الذي يستخدم الآلات التي تحفظ تصويت المواطن لمرشحه المفضّل، على المحك.

ومع الطوابير الطويلة للناخبين الأميركيين، استخدم عدد كبير الاقتراع الإلكتروني للاختيار بين مرشح الجمهوريين ومرشح الديمقراطيين، ومع الخوف الذي يصاحب استخدام التكنولوجيا دائماً، كانت انطلقت مخاوف قبل الانتخابات من أن يتم اختراق هذه الآلات من جانب مخربين، أو حتى حدوث أخطاء بشرية في عملية جمع الأصوات.

وبينما لم يتضح بعد عدد الأميركيين الذين استخدموا هذا النظام، فإن النقاش يدور حول نجاعة الأسلوب الإلكتروني مقارنة بنظام الانتخاب التقليدي.

في أواخر تشرين الأول/أكتوبر الفائت، نشر موقع (SciFi) الشهير على الإنترنت خريطة تحدد مقدار حصانة الآلات الانتخابية لكل ولاية ضد الاختراق والسطو الإلكتروني، ومدى إمكانية التلاعب بنتائج الانتخابات بسبب الأخطاء البشرية. وأجرى المسؤولون في هذا الموقع محادثات مع خبراء حول إمكانية تعرض هذه الآلات للاختراق والسطو الإلكتروني. ونشرت شبكة (NBC) خبراً حول إمكانية قيام عمليات سطو إلكتروني على آلات انتخابية، وبالتالي التلاعب بالنتائج، مما أحدث فزعاً في أوساط الناخبين هناك.

عدد من الولايات، مثل لويزيانا، تعتمد كلياً على هذه الآليات، مما يجعلها أكثر عرضة للسرقات الإلكترونية مقارنة بالولايات الأخرى، وكان هناك خشية من أن يهاجم فيروس إحدى هذه الآلات ، ما يعرض جميع الآلات في الولايات المتحدة للاختراق. ويتم جمع هذه الأصوات من خلال شبكة كبيرة تجمع ما ترسله أجهزة التصويت الموجودة في كل ولاية من الأصوات ولائحة المصوتين، وربطها بالمركز الرئيسي للانتخابات.

هذا يذكّر بما حدث في انتخابات العام 2000 عندما تأخرت ولاية فلوريدا في عدّ أصوات الناخبين، ما أدى إلى تأخير إعلان النتائج التي آلت في النهاية للمرشح الجمهوري جورج بوش. ففي ثلث الولايات لا يستعمل الناخبون الورق نهائياً في عملية التصويت، وفي ثلثَي الولايات لا تزوَّد الأجهزة الإلكترونية بأي ورق، وقد تقدم أعضاء في الكونغرس قبل أشهر بمشروع قانون يُلزم المشرفين على ماكينات التصويت الإلكترونية بطباعة أوراق تؤكد التصويت. وتظهر مشكلة الشاشات التي تعمل باللمس، حيث يلمس الناخب اسم المرشح الذي يريده، مما يثير مخاوف حول عدم احتساب التصويت، لعدم اللمس بالقوة الكافية، أو اللمس بالمكان غير الصحيح، وهناك تسعة ملايين شخص استخدموا هذه الآلات، بخاصة في ولاية أوهايو، وولاية فلوريدا التي تعدّ من الولايات المهمة في حسم نتائج الانتخابات.

منذ انطلاقة الحملات الانتخابية أدت التكنولوجيا دوراً في كبيراً في الترويج للمرشحين. فبداية بإنشاء صفحات إلكترونية للمرشحين على مواقع مثل Facebook وMySpace، واستخدام الرسائل القصيرة SMS في الترويج والدعوة للخطابات الجماهيرية التي كان يلقيها المرشحون، ومن ثم انتشار مقاطع الفيديو والصوت لخطابات المرشحين على مواقع مثل YouTube، إضافة إلى إنشاء موقع إلكتروني للمرشح لينشر من خلاله تصريحاته وخطاباته، وردوده على منافسه. هذه الوسائل ساهمت في نشر البرامج الانتخابية للمرشحين في جميع دول العالم.

وفق تقرير أصدره «معهد الناخب الإلكتروني»، فإن هناك ذراعاً أخرى أصبحت تُستخدم في انتخابات الرئاسة الأميركية، وهي الذراع الإلكترونية، حيث أن نسبة كبيرة من مستخدمي شبكة الإنترنت يسعون للحصول على معلومات سياسية، ويتمتعون بنشاط إلكتروني عالٍ، حتى إنهم يوصفون بـ«النشطاء الإلكترونيين»، الذين يتبادلون مع أصدقائهم وأقاربهم الأخبار والمعلومات المتعلقة بالمرشح المقرب إليهم.

نقاش حول نجاعة نظام الاقتراع الإلكتروني في الانتخابات الأميركية
 
06-Nov-2008
 
العدد 50