العدد 8 - اقتصادي | ||||||||||||||
يتجاهل عاملون وافدون لفحات لهيب “بيت النار” في المخابز سعيا وراء دخل يؤمن لهم قوت عيالهم ويبرر غربتهم عن وطنهم، ويتنافس هؤلاء مع أقرانهم الأردنيين على تأمين “رغيف” يسد جوع أسرهم. فمنذ أن غادر الجدود الحقل والبيدر، وهجرت الجدات “الطابون” و“الصاج” وتركن مشقة جمع “الروث” و”الحطب” لإشعال ناره والبحث عن “شحف” لفرش أرضيته، في رحلة نحو “بيت النار” يؤرخ الكبار بدايتها في النصف الثاني من عقد السبعينيات من القرن الماضي، باتت المخابز جارا لا غنى عنه في كل محافظات المملكة. ما تزال الحاجة الستينية أم عماد تذكر صباها وكيف أنها كانت تمضي ساعات من نهارها في خبز الطابون، قبل أن تبدأ بحمل “لجن” عجينها على رأسها متجهة لمخبز في السلط تدفع له العجين فيعيده لها أرغفة خبز محمرة في دقائق معدودة مقابل جزء من خبزها يقايضه بحاجات أخرى من زبائن آخرين. رويدا، رويدا تركت الأمهات مشقة العجين للخباز نفسه، مثلما تركن مشقات أخرى، وتوالى انتشار المخابز منذ ذلك الحين حتى وصل عددها إلى ألفي مخبز تغطي مناطق المملكة كافة. لم تترك المخابز شاردة أو واردة في “فن العجين والخبيز” إلا وطرقت بابها، من المعجنات إلى الكعك والحلويات، سعيا وراء جذب أكبر عدد من الزبائن. ويحن جيل الشباب لخبز “الطابون” و”الشراك”، وهما نوعان توفرهما المخابز أيضا وإن كان بأيد لم تكن يوما من تراثها الشعبي، ومع سيطرة الوافدين على المخابز بات “شراك المنسف” و”طابون المسخن” امتيازا أردنيا مصنعا بأيدي عمال وافدين جلهم من المصريين. |
|
|||||||||||||