بعد ان بلغ عدد الصحفيين الذين قتلوا في العراق منذ عام 2003 291 صحفيا عراقياً وأجنبياً، وضعت نقابة الصحفيين العراقيين خطة «الحماية الإعلاميين»، بالتعاون مع أجهزة الأمن والمنظمات الدولية المهتمة بسلامة الصحفيين والحريات الإعلامية، تتضمن توزيع خوذات ودروع وتوفير أماكن آمنة لمن يتعرض لتهديد.

قال نقيب الصحفيين مؤيد اللامي لمنظمة "مراسلين بلا حدود" التي تدافع عن الحريات الصحفية في العالم، وتتخذ من باريس مقراً لها إن النقابة ستعلن خلال تشرين الأول/أكتوبر الجاري خطة للحماية ،وضعت بالتعاون مع وزارة الداخلية وباقي الوزارات المعنية، وبالتنسيق مع الجهات والمنظمات الدولية. متوقعا أن تؤدي الخطة إلى حماية الإعلاميين وضمان حقوقهم بعد تعرضهم لشتى أنواع الاستهداف.

يشار إلى أنه بين العدد الإجمالي للضحايا هناك 124 صحفياً قُتلوا بسبب عملهم الصحفي وكذلك 50 فنياً ومساعداً إعلاميا، فيما لف الغموض العمليات الأخرى التي استهدفت بطريقة غير مباشرة صحفيين وفنيين وخُطف 62 صحفياً ومساعداً إعلامياً قُتل غالبيتهم وما زال 14 منهم في عداد المفقودين.

وذكر الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف، إن الوزارة فتحت 48 ملفاً خاصاً بالإعلاميين والصحفيين الذين تعرضوا للتصفية أو الاعتداء، مشيراً إلى انه تم القبض على عدد من المتورطين في هذه الجرائم. وقال إن التحقيقات كشفت النقاب عن معلومات مهمة في هذا الملف، ساهمت في إلقاء القبض على عدد كبير من منفذي الجرائم والتعرف إلى آخرين لم يُقبض عليهم بعد. وتتهم «الداخلية» العراقية جهات تقف وراء قتل الصحفيين، بينها تنظيم «القاعدة» وتنظيمات تابعة لحزب البعث المنحل.

مجلس النواب العراقي لم يقر حتى الآن مشروع قانون حماية الصحفيين المقدم إليه منذ شهور، ما دعا نقيب الصحفيين لمخاطبة المجلس وحثه على إقرار مشروع القانون. وقال إن "غالبية الكتل النيابية أبدت استعدادها لتمرير القانون باستثناء بعض الجهات التي تعارضه لأسباب سياسية"، لافتاً إلى أن "إقراره من أولويات عمل النقابة حالياً، وستقف في وجه محاولات تغييره أو تعديل بعض فقراته".

يتكون مشروع قانون حماية الصحفيين من أربع مراحل الأولى تتمثل بالإجراءات الحالية وإقراره من قبل النواب ، على أن يجري في المرحلة الثانية تدريب 500 صحفي على أساليب الحماية الذاتية والوقائية ، في حين تتضمن المرحلة الثالثة توفير الأجهزة والمستلزمات الطبية والوقائية كالدرع والخوذة. أما في المرحلة الرابعة فيتم تجهيز أماكن آمنة للصحفيين الذين يتعرضون لتهديدات مباشرة.