العدد 49 - رزنامه | ||||||||||||||
السجل - خاص يلقي معرض «نماذج من التعبيرية السورية» الضوءَ على أعمال سبعة فنانين تشكيليين سوريين هم: فاتح المدرس، نذير إسماعيل، نهاد كولي، ناصر الآغا، علي حسين، حمود شنتوت وسبهان آدم، بما يشكل حوارية بين أجيال فنية مختلفة تعبّر عن المشهد التشكيلي المعاصر في سورية، بتقنياته واتجاهاته وأساليبه الفنية المتنوعة. يشتمل المعرض الذي ينظمه غاليري «رؤى» للفنون على زهاء أربعين لوحة تتراوح أحجامها بين الكبيرة والمتوسطة، جرى تنفيذها باستخدام الألوان الزيتية والإكريليك والجواش والمواد المختلفة على القماش والخشب والكرتون. تتناول لوحات التشكيلي الرائد فاتح المدرس (1922 – 1999) قضايا وطنية وعربية، وتكشف عن إيمانه برسالة الفن. وهي تعتمد على مفردات فن العمارة من حيث الألوان ذات التدرجات المدروسة التي تنتشر لتغطي مساحات شاسعة على سطح اللوحة، تتداخل وتتمازج مع ألوان أخرى تمس الوجدان وتحرض الفكر. ويشارك نذير إسماعيل بثماني لوحات نُفذت بالأحبار والمواد المختلفة على الورق. يُعدّ إسماعيل من أبرز الفنانين الذين تناولوا مفردة الوجه في لوحاتهم، إذ ينزع عن الوجه هدوءه، ويعيد ترتيب ملامحه وفق رؤية تجريدية تستفيد من تنوع المواد والتقنيات المستخدمة. أما نهاد كولي، الذي ينتمي إلى جيل الشباب، فيشارك بست لوحات من المواد المختلفة على القماش، تكشف عن ولعه بالميثولوجيا. حيث تَظهر فيها إشارات إلى الأساطير الشعبية المستمدة من منطقة شمال سورية، مسقط رأس الفنان، من خلال الألوان والأشكال والخط والتصوير وغيرها من العناصر الموروثة التي يمزجها كولي مع مفردات خاصة به، كأنما يروم إلى تقديم موروث «شخصي» يُمتّع البصر ويجذبه. من جهته، يواصل علي حسين، المولود في حلب في العام 1956، كما تكشف لوحاته التسع في هذا المعرض، شغفَه برسم البيوت الدمشقية الريفية والجبلية والبحر بأمواجه الهادئة وزرقته الساحرة، والصبايا في حالة مناجاة للطيور والأحلام والخيالات، كل ذلك بضربات فرشاة خفيفة ولمسات لونية تضفي أجواء البهجة والفرح على أعماله. فضاءات الأنوثة تتجلى كذلك في إنجازات حمود شنتوت (مواليد 1956) بما تختزله من معاني الخصب والعطاء من خلال الألوان الحارّة التي تُظهر مفردات الظل والضوء وحضورهما المتضاد مع العتمة بدلالاتها المتعددة. ويقدم ناصر الآغا المولود في إدلب العام 1961 خمس لوحات تمزج ما بين الحس التجريدي والواقعي، ويعتمد على الألوان المتآلفة تارة والمتنافرة أخرى، الباردة حيناً والحارة أحياناً، ليخلق عبر تدرج لوني صاخب حالةً من الفوضى الشعورية تحرّض المشاهد على التأمل في جوهر العالم المحيط به. ويشارك الفنان سبهان آدم (1972) بلوحة واحدة منفَّذة بمواد مختلفة على القماش، يَبرز فيها وجهٌ غريب وقلق، يخرج من إطار تحيط به كلمات بالعربية، ليعبّر عن ثورته وغضبه. يحاول آدم في أعماله خلقَ عالم ذاتي جداً، ويقول حول الوجوه التي يرسمها: "أنا كغرفة دون نافذة، وبما أن شخوصي تعيش في هذه الغرفة فهي مخلوقات دون أكسجين". |
|
|||||||||||||