العدد 48 - أردني | ||||||||||||||
عدي الريماوي يطلق شيخ ملتحٍ فتوى يقضي بها بقتل أصحاب القنوات الفضائية الترفيهية إذا لم يرتدعوا عما هم فيه، ثم تظهر فتوى ثانية بضرورة قتل ميكي ماوس والتخلص منه، ويؤيد عالم ديني زواج الفتاة الصغيرة حتى لو كانت في العاشرة. مثل هذه الفتاوى الغربية التي تناقلتها وكالات الأنباء والصحف والمحطات الفضائية، احتلت لغرابتها مساحات واسعة من وسائل الإعلام المختلفة، وغدت مادة للجدل عبر هذه القنوات. وإلى جانب الاهتمام العربي، بدا ظاهراً اهتمام الإعلام الغربي بهذه الفتاوى، ومن ثم ظهرت تساؤلات حول مدى جديتها وفائدتها للعامة، وشملت التساؤلات سبب قيام هؤلاء "الشيوخ" بإطلاق مثل هذه الفتاوى. الفتوى بقتل أصحاب القنوات الفضائية التي «تدعو للخلاعة والمجون»، أطلقها الشيخ صالح اللحيدان قبل حوالي شهرين، فأثارت الكثير من الضجيج الإعلامي، إذ كانت تلك الفتوى فاتحة كثير من الفتاوى الأخرى التي أتت على شاكلتها، وظهر أن الغاية منها هي إثارة الجدل وكسب الأضواء، ففقدت الفتوى بذلك مقصدها الأساسي وهو بيان حكم شرعي، فما يريده هؤلاء هو الشهرة والظهور المستمر على وسائل الإعلام بالدرجة الأولى. يقول أسامة نمر، أستاذ الشريعة في جامعة الزرقاء الأهلية، إن مثل هذه الفتاوى المتطرفة لا تحمل معنى ولا تستند إلى دليل شرعي، مشيرا إلى أنه يجب إعادة النظر في تعبير "العلماء" الذي يطلق على هؤلاء الذين يدلون بمثل هذه الفتاوى، فهم «يعتمدون على المشاعر والعاطفة، ولا يقومون بالإفتاء على أسس دينية، وإنما لاعتبارات شخصية، فهم يخاaلفون الدين بذلك. "هؤلاء المتطرفون يتميزون بالصوت العالي، ويطلقون أحكامهم الهوجاء في كل مكان، ففتوى قتل أصحاب القنوات الفضائية تعطي صورة مغلوطة عن الإسلام، ولا تساهم، بأي شكل من الأشكال، بتوضيح الأحكام الشرعية". ويدعو نمر إلى ضرورة البحث عن أهل العلم المعتدل، وإيصال صوتهم للمجتمع عبر الوسائل المختلفة، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام باتت تبحث عن "العالم الجماهيري" والمتطرف، وهو من تقبل عليه الناس من دون أن تعرف مدى علمه ومدى معرفته بالدين. ويعزو ذلك إلى "أن الناس يعانون من قهر اجتماعي وثقافي وسياسي، فبات البحث عن المتطرفين والصوت العالي للحصول على العزة المفقودة، فظهر ما يسمى بـ«علماء الجماهير» الذين لا هم لهم سوى دغدغة مشاعر مستمعيهم والوصول إلى أعلى مراتب الشهرة". عند انطلاق مثل هذه الفتاوى، فإنها تنتشر انتشاراً واسعاً في المواقع الإلكترونية التي تعد حقلاً خصباً لنشرها، في حين وصل بعضها إلى القنوات التلفزيونية الأميركية، كما حدث مع الفتوى المتعلقة بـ«ميكي ماوس»، والتي ظهرت على نشرات كبرى قنوات الأخبار في أميركا، ويلاحظ أن انتشارها في الأغلب يبدأ من مواقع الإنترنت، فقد كان للمنتديات والصحافة الإلكترونية دور كبير في نشر مثل هذه الفتاوى، ويبدأ بعد ذلك الأخذ والرد والتعليق والتعقيب على هذه المواضيع، وهذا ما دفع الشيخ محمد المنجد، صاحب فتوى قتل ميكي ماوس، إلى إصدار فيديو خاص ونشره عبر موقع YouTube الشهير لتوضيح موقفه، وقال "إن ما حدث هو تحريف للفتوى، فالمقصود كان هو قتل الفأرة لأنها نجس، وانتقد بعدها التباهي الغربي بهذا المخلوق رغم أنه نجس"، وبتوضيحه هذا، ضمن المنجد لنفسه ظهورا لمرة أخرى في وسائل الإعلام. ويذكر علاء أبو الشامات، إمام مسجد الكلية العلمية الإسلامية، أن الفتوى يجب أن تصدر من علماء مميزين ممن هم قادرون على الإفتاء بطريقة متوازنة تحقق مقاصد الشريعة، فلا يجنح فيها المفتي إلى التشدد والتضييق على المسلمين، ولا يلجأ إلى التساهل حتى تكون له قاعدة جماهيرية، والمستفتى يجب أن تكون له حكمة في إصداره للفتوى، وأن يراعي في ذلك شروطها العامة، فلا يجوز لأي شخص حتى لو كان عالماً أن يصدر الفتاوى بهذا الشكل. وهو لا يستثني علماء الدين من المسؤولية إذ "لا يجوز لهم التخصيص، فيجب الحديث في الأمور العامة، وترك التطبيق والبحث عن الأمثلة للناس". ويضيف أن "فتاوى مثل قتل أصحاب الفضائيات الترفيهية خطيرة، ويجب الحديث عنها بمسؤولية، فهذه الأمور تكون بيد الحاكم، ولا يجوز تداولها بين الناس بهذه الطريقة." لم يكن لمثل هذه الفتاوى أن تنتشر لولا سعي أصحابها لكسب الشهرة والظهور، وإقبال الناس ووسائل الإعلام على مثل هذه الفتاوى المثيرة، التي تجذب المشاهدين، والنتيجة أن حرفت الفتوى عن مسارها، وضاعت الغاية الأساسية منها، بنشر الثقافة الدينية الصحيحة والمعتدلة. ** فتاوى بلا حدود 1. فتوى صالح اللحيدان، كبير القضاة في المملكة العربية السعودية بقتل أصحاب القنوات الفضائية الترفيهية: « هذه بلاء وشر وفتنة، وأصحاب القنوات يكون عليهم وزر ما يدعون إليه، عليهم مثل أوزار من تأثروا بدعوتهم ودعايتهم، وإن من يدعو إلى الفتن إذا قدر على منعه ولم يمتنع يحل قتله» . 2. فتوى محمد المنجد في قتل ميكي ماوس: "إنّ الشّارع سمّى الفأرة فويسقة، وأباح قتلها حتى في مكّة، وإنها كانت وسيلة الشيطان لإحراق بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهي سبب رئيس لإفساد الأطعمة ونقل مرض الطّاعون .. نستغرب بعد ذلك سخافة الغربيين في هذا التحبيب للأطفال في الفأرة عن طريق الترويج لشخصية «ميكي ماوس» في الألعاب والمجلات ومدن الملاهي". 3. فتوى محمد المغراوي في زواج الفتاة الصغيرة: "قد تظهر الابنة في سن العاشرة والحادية عشرة والثانية عشرة والثالثة عشرة، ويكون لها جسم وعقل وبنية ومؤهلات تمكنها من الزواج، فهذا أمر شهدناه وعرفناه، وسمعنا به وحدثنا به أن بنات التسعة لهن من القدرة على النكاح ما للكبيرات من بنات العشرينات فما فوق، فهذا لا إشكال فيه". 4. فتوى سعد الغامدي في تحريم الإنترنت على المرأة: أفتى بتحريم الإنترنت على المرأة بسبب خبث طويتها ولا يجوز لها فتحه إلا بحضور محرم مدرك لعهر المرأة ومكرها. 5. فتوى رئيس قسم الحديث السابق بجامعة الأزهر عزت عطية في إرضاع زميل العمل: أفتى بإرضاع المرأة لزميلها في العمل، منعا للخلوة المحرمة، إذا كانت وظيفتهما تحتم عليهما التواجد في غرفة مغلقة لا يفتح بابها إلا بواسطة أحدهما. وشرح ذلك في إحدى تصريحاته في ذلك الوقت، بأن إرضاع الكبير المبيح للخلوة هو 5 رضعات، وهو لا يحرم الزواج، وأن المرأة في العمل يمكنها أن تخلع الحجاب أو تكشف شعرها أمام من أرضعته، مطالبا بتوثيق هذا الإرضاع كتابة، ويكتب في العقد أن فلانة أرضعت فلاناً. 6. فتوى مفتي مصر علي جمعة في التبرك ببول الرسول: ورد فيها على سؤال حول مدى ثبوت تبرك أحد الصحابة ببول الرسول صلى الله عليه وسلم، فأجاب: نعم، أم أيمن شربت بول الرسول، وقال لها "هذه بطن لا تجرجر في النار" . |
|
|||||||||||||