العدد 48 - أردني
 

السجل- خاص

زيارة رئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي الثلاثاء 14 أكتوبر الجاريإلى الدوحة ،التي تسلم منه خلالها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رسالة من الملك عبد الله الثاني، تعد الأولى من نوعها على مستوى رسمي أردني عالٍ منذ أكثر من عامين،.وقد ارتدت هذه الزيارة أهمية خاصة،مع الإعلان عن تطلع الملك عبدالله الثاني لزيارة الدوحة ، ولكون الزيارة هي المهمة الأولى التي يقوم بها رئيس الديوان الجديد الى الخارج .

تجدد الاتصالات المباشرة بين البلدين يؤذن بفتح صفحة جديدة بعيدا عن "الوساطات"، بعدما بذلت أطراف خليجية، وعلى الأخص مملكة البحرين ودولة الإمارات مساعي في هذا الصدد.

وزير الخارجية السابق عبد الإله الخطيب زار الدوحة في إبريل نيسان 2006 واستقبله خلالها أمير الدولة، وتسلم منه رسالة من الملك، تردد في حينه أنها تتعلق بمضايقات إجرائية تتعرض لها الجالية الأردنية في قطر، وتم البحث في الزيارة في أسباب خلاف كان يتزايد بين البلدين ، وهو ما تخوفت عمان في حينه أن ينعكس سلبا على استقدام عمالة أردنية إلى قطر . وفي واقع الأمر أن الزيارة تناولت جميع جوانب العلاقات الثنائية كما صرح الخطيب في حينه.

منذ تلك الزيارة، لم يحدث أن مسؤولا رسميا أردنياً زار قطر، باستثناء مشاركة وزير الخارجية صلاح الدين البشير في اجتماعات مؤتمر الدوحة الخاص بالأزمة اللبنانية في مايو أيار الماضي، حيث كان الأردن عضواً في اللجنة العربية التي تشكلت في هذا الخصوص، ولم يرشح أن البشير عقد أي اجتماعات لبحث الجمود الذي يعتري العلاقات الثنائية. وكان رئيس مجلس النواب عبد الهادي المجالي زار الدوحة قبل أشهر من زيارة البشير للمشاركة في أعمال مؤتمر خاص بالديمقراطية، وصرح في حينه لصحيفة "الدستور" أن "أمير قطر استقبله ولمس منه تقديره الكبير أخيه جلالة الملك عبد الله الثاني"، وقال إن الخلاف الحادث بين عمان والدوحة "سحابة صيف عابرة"، وتنبأ بقرب حل هذا الخلاف وبدء انطلاقة جديدة للعلاقات الثنائية، إلا أن ما صرح به المجالي لم يحدث .

وكانت زيارة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الأردن أواخر العام الماضي للمشاركة في ملتقى فكري مناسبة للقائه الملك، غير أن أي تطور بعد هذا اللقاء لم يحدث، وكان الديوان الملكي أعلن حينها أن الملك وجه ب"العمل على كل ما يمكن منه تحسين ودفع العلاقات الثنائية" .

كانت العلاقات بين الدوحة وعمان شهدت فتوراً بالتزامن مع جمود علاقات دولة قطر مع المملكة العربية السعودية .وسبق للدوحة ان اعتبرت الأردن يتخذ مواقف على تناغم كبير مع الرياض. التحسن المطرد في العلاقات السعودية القطرية متمثلا في زيارات رفيعة ومتبادلة بين البلدين ، انعكست إيجاباً كما يبدو على مناخ العلاقات القطرية الأردنية .

سياسي أردني على إطلالة واسعة وعميقة على الملف ، رأى أن الاصطفافات الإقليمية لعبت دوراً كبيراً في ما أصاب علاقة البلدين ، وخاصة مع البعدين الإيراني والاسرائيلي في هذه الاصطفافات .واستدرك السياسي بالقول إن هذه التحالفات على مستوى الإقليم في حالة تغير مستمر، وأن الاردن "منفتح على التقارب والتقريب مع الأشقاء في قطر" مشددا على الموقف الإيجابي الذي التزمه الأردن حيال دولة قطر وبالذات منذ بدء "العهد الجديد" فيها ، وأن الكرة ربما تكون في ملعب الدوحة ،فالأردن لا يضع أي عائق ولا يرى مشكلة في يدفع العلاقات نحو التحسن .

من محطات التوتر السابق سحب السفيرالأردني عمر العمد من الدوحة، احتجاجا على ما قالت عمان حينها أنه عدم التزام من جانب قطر بالتصويت لصالح مرشح الأردن لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة الأمير ( زيد بن رعد) ، وهو ما نفت الدوحة في حينه وجود أي إجماع عربي في هذا الخصوص، وبدا الموقف الأردني ضعيفا في حينه، كما دلت على ذلك تلميحات وتصريحات عربية. ومنذ سحب السفير العمد الذي انتقل قبل أيام سفيرا للأردن في دمشق، لم يلحظ المتابعون جدية من الجانبين الاردني والقطري في اتجاه تبريد الأزمة ، وشاع لأيام فقط أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى سيعمل على حل هذا التأزم، إلا أن شيئا من ذلك لم يتم .

ويذكر أن الأزمة المستجدة منذ نحو أكثر من عامين، كانت سبقتها توترات شديدة بين البلدين، من بينها الاحتجاج الأردني على ما بعض ما يرد في قناة "الجزيرة "، حيث لا تفصل عمان بين حملات "الجزيرة" والموقف الرسمي . كانت بعض برامج المحطة دأبت على شن حملة على الهاشميين ودور الأردن في المنطقة .

في سياق التوترات وقعت أزمة اعتقال الدوحة موظفأاردني في تلفزيون قطر( فراس المجالي) بتهمة "تجسسه" على قطر ، وقد تحقق العفو عنه بعد لقاء بين أمير قطر والملك عبد الله في باريس .وهناك الأزمة التي أعقبت إرسال الدوحة القيادي السابق في حركة حماس إبراهيم غوشة إلى عمان على متن طائرة قطرية، احتجزتها السلطات الأردنية لأكثر من 20 يوما .

على أن التأزمات في العلاقات بين عمان والدوحة، تعتبر غريبة على سياق العلاقات التاريخية بين البلدين، وكان الراحل الملك حسين أول زعيم عربي ناصر حركة التغيير التي بادر إليها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في تنحيته والده عن الحكم صيف 1995، وقد سارع حينها الأمير الحسن ولي العهد آنذاك بزيارة الدوحة و في المقابل كان الأمير الشيخ حمد مع الراحل ياسر عرفات والرئيس اليمني علي عبد الله صالح، في استقبال الملك حسين في المطار في عمان عند وصوله من مايو كلينك قبل أيام من وفاته .

يستذكر أردنيون في قطر مرحلة نعموا فيها بالأفضلية في فرص العمل، وفي تيسير إجراءات استخراج تأشيرات الدخول والإقامة، وقد انقلب الأمر الى النقيض منذ نحو ثلاث سنوات، حيث الأولوية لغير الأردنيين في فرص العمل والتوظيف في القطاعين الحكومي والخاص. وقد أصبحت معهودة منغصات عدم الموافقة الأمنية على منح تأشيرات العمل وتسبب إرباكات ، فضلا عن عدم إعطاء نقل كفالات عند تغيير أردنيين كثر أعمالهم إلى وظائف أخرى..

كما يفتقد الاردنيون السياحة القطرية الكثيفة في بلادهم ، والمستثمرين القطريين ،خلافاً لبقية دول الخليج ذات الحضور السياحي والاستثماري الملحوظ في الاردن .وهو واقع يتطلع الأردنيون وربما قطاعات من القطريين الى تغييره في أقرب الآجال.

إيذان بفتح “صفحة جديدة” بينهما: قطر والأردن: تجدد الاتصالات المباشرة
 
23-Oct-2008
 
العدد 48