تتنافس قنوات فضائية دينية في ما بينها للحصول على أكبر نسبة مشاهدة في الوطن العربي. آخر وجوه تلك المنافسة تمثل بموقف الداعية السوري محمد المنجد الذي أصدر فتوى دينية حذر بمقتضاها من مشاهدة قناة فضائية إسلامية بعينها (الرسالة)، متجاهلاً وجود قنوات فضائية منوعة غير إسلامية.

التنافس الحاد بين الفضائيات الإسلامية ساعد في قيام المنجد من خلال شاشة "المجد"، بالتحذير من مشاهدة قناة "الرسالة"، التي أطلت على المشاهدين عقب انتشار "المجد" لدى الجمهور الإسلامي.

المنجد دعا إلى "الحذر من الاغترار بما تعرضه القناة من أحكام وفتاوى ومناهج منسوبة للشرع". محذراً "أهل السنّة من الخروج فيها في برامج أو استضافات". ليس ذلك فحسب، بل طالب بـ"استصدار فتاوى من أهل العلم الموثوقين بما تفعله تلك القناة من مخالفات للشرع".

الباحث الإسلامي محمد السليم وصف ما يحدث من تصريحات حول قنوات معينة بأنه "صراع اقتصادي لالتهام أكبر كمية من الكعكة"، مشيرا إلى أن القنوات الإسلامية تنافس بعضها بعضاً على الإعلانات.

إحدى القنوات الإسلامية تقوم بحملة علاقات عامة واسعة لتمييزها عن القنوات الإسلامية الأخرى، بخاصة مع ظهور عدد من القنوات المنافسة، التي بدأت تنتزع من حصتها في السوق.

تتبنى قناة "المجد" الفضائية توجهات تمنع ظهور النساء والاستماع إلى كل أشكال الموسيقى، وهي بذلك تختلف عن قنوات إسلامية أخرى، مثل "الرسالة" و"اقرأ"، إضافة إلى قناة "نور دبي"، التي أطلقتها حكومة دبي خلال شهر رمضان الماضي بميزانية ضخمة، تجعلها أحد أكبر المنافسين المحتملين على مشاهدي البرامج الدينية.

في السياق نفسه أعلنت سيدات ذات توجه إسلامي عن سعيهن لتأسيس جمعية نسائية سعودية باسم "جمعية الدعوة إلى الفضيلة في وسائل الإعلام".

الجمعية الجديدة (تحت التأسيس) أطلقت موقعا إلكترونيا قدمت فيه ديباجة جذابة ذكرت فيها أنها (الجمعية) تعمل لتنفيذ توصيات "المؤتمر العالمي لحوار الأديان" في مدريد، التي دعت لـ"ترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة"، مشيرة إلى أنها ستتبع "آليات مؤسسات المجتمع المدني".

وهاجمت الجمعية الجديدة بعنف المسلسلات العربية والمدبلجة والإعلانات التجارية "القائمة على الاستغلال الجنسي للمرأة"، والمذيعين والمذيعات الذين "يتبادلون كلمات الغزل". الموقع أعلن أسماء عضوات اللجنة التأسيسية للجمعية، والكثير منهن من الشخصيات الدعوية المعروفة.