العدد 48 - احتباس حراري | ||||||||||||||
الاحتباس الحراري والتغير الذي يصيب المناخ في العالم لا يؤثران فقط في المناطق المتجمدة التي تتعرض للذوبان، بل إن المناطق المدارية أصبحت ساخنة أكثر من اللازم بالنسبة إلى كثير من الكائنات التي تتخذها موطناً، والتي ستضطر للتوجه إلى أراضٍ أكثر ارتفاعاً هرباً من الحرارة. وترجّح دراسة قام بها علماء أميركيون أن التغير المناخي لا يهدد فقط الدب القطبي والكائنات الأخرى المحبة للبرودة، بل تضع الكائنات المحبة للحرارة أيضاً في مجال الخطر. العالم روبرت كولويل من جامعة كونيتيكت، قال في تصريحات لوكالات الأنباء: «نعلم أن المناخ يزداد حرارة. إذا سارت الأمور كما هو متوقَّع سترتفع الحرارة بمقدار ثلاث درجات مئوية في المناطق المدارية بكوستاريكا مثلاً خلال القرن المقبل». كولويل وزملاؤه يتوقعون أنه كلما ازداد المناخ سخونةً في المناطق المدارية تَحرَّك المدى الحراري إلى أعلى في المناطق الجبلية التي يصل ارتفاعها إلى حوالي 600 متر. يفسر كولويل ذلك بقوله: «المناخ الحالي عند مئة متر سيصبح نفسه عند 700 متر». حلَّل فريق العلماء بيانات عن نحو ألفَي كائن من النباتات والحشرات والفطريات في كوستاريكا، حيث يعتقدون أن نصف هذه الكائنات سيضطر للانتقال إلى منطقة جديدة تماما أبعد من مجرد الانتقال إلى المناطق العليا للجبل. وقال كولويل: «إذا تعرضت الكائنات للضغط من الحرارة، فإنها تتصرف أفضل في منطقتها المناخية المألوفة. نتوقع أن تتحرك أنواع إلى أعلى الجبل كما هو موثق بالفعل في أوروبا والولايات المتحدة». نتيجة لذلك، قد تشهد الكائنات التي تعيش في الأراضي المنخفضة في المناطق المدارية قريبا انخفاضا في التنوع الحيوي وكثافة الكائنات، ويرجع ذلك جزئيا إلى عدم وجود كائنات أخرى تتكيف مع هذا المناخ. أما الكائنات في المناطق الأعلى فربما لن تجد أمامها مساحة للتسلق لأعلى. يوضح كولويل أن هذا التصور يتناقض مع افتراضات وضعها باحثون يعتقدون أن الكائنات التي تعيش في المناطق المدارية لن تعاني بسبب التغير المناخي بالدرجة نفسها. في دراسة منفصلة في الدورية نفسها، قارن باحثون من جامعة كاليفورنيا بيركلي، التغيرات الحديثة في مجموعات من الثدييات الصغيرة بمتنزه يوسيمايت الوطني في كاليفورنيا بمعلومات تضمنتها دراسة أجريت في العام 1918. الباحثون توصلوا بحسب صحيفة «واشنطن بوست» إلى نتيجة غير مفاجئة، مفادها أن الثدييات الصغيرة مثل «الزبابة» (حيوان آكل للحشرات يشبه الفأر) والفأر ونوع من السناجب، تحركت إلى ارتفاعات أعلى، أو جمعت نفسها في مناطق أصغر وأكثر ملاءمة، ولاحظ الباحثون تغيراً في حوالي نصف الكائنات التي خضعت للدراسة. |
|
|||||||||||||