العدد 48 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
لا يثق الناس في الأردن بطبيعة مشاعرهم مما يجري في الاقتصاد العالمي، وهم لا يعرفون إن كان عليهم الابتهاج أو القلق، فالأزمة من جهة تقع في قلب خصمهم، والذي هو خصم الشعوب التي تماثلهم، وهو ما يدفعهم الى الابتهاج. والواقع أن البشر عموماً خارج أميركا، وبخاصة في العالم الثالث، يخشون الأميركان ويحاولون اتقاء شرورهم، لكنهم يتمنون أن يروا في الأميركان يوماً، وهم عندما يرون أن هذه الأزمة هي هذا "اليوم"، فإنهم يبتهجون!. يعزز من هذه المشاعر على الصعيد الشعبي في الأردن، أن الأثر الوحيد الذي لمسوه لهذه للأزمة كان ايجابياً، وهو المتعلق بانخفاض سعر النفط، ولولا خشيتهم من أن إعلان الأفراح سوف يزعج منتجي النفط، ومنهم عدد كبير من العرب، لأعلنوا أفراحاً لا تتوقف، لكنها في الواقع تبقى أفراحاً قائمة فعلاً، ولسان حالهم يقول إنه إذا كانت الأزمة تعني استمرار انخفاض سعر النفط، فلتستمر الأزمة. بعض الناس يحبون أن ينظروا الى هذه الأزمة في سياق تطبيقات قاعدة "فخار يكسر بعضه"، لكن المشكلة أنهم يعرفون أن تلك القاعدة تشترط أن يكون الفخار المشترك في التكسير موحداً من حيث صلابته بحيث يكسر ويتكسر، لكن الواقع لا يشير الى ذلك، حيث إن هناك فخاراً مهمته التكسير وآخر مهمته الانكسار. الناس مرتبكون، فهم يرون القلق على وجوه الأعداء والأصدقاء في الوقت نفسه، وحتى الحكومة شكلت لجنة للمتابعة، والناس يدققون في كل ما يصدر عن الحكومة ولا يكتفون بالكلام المنطوق، فهم يقيمون حساباتهم على مجمل وضعية المتحدث. |
|
|||||||||||||