حزب جبهة العمل الإسلامي يختار في كثير من المفاصل مواقف حساسة لجهة الحشد والتأييد لصالحه، فبعد أن انتقد الحكومة لما اسماها "التلكؤ الحكومي في إعادة تسعير المشتقات النفطية"، جاء الدور على العفو العام، لكن هذه المرة من خلال لجنة "الحريات العامة وحقوق الإنسان" في الحزب. اللجنة طالبت الحكومة ومجلس النواب السعي لاستصدار عفو عام، على أساس مضي قرابة عشر سنوات لم يتم خلالها إصدار عفو عام عن المحكومين في القضايا الجزائية بعقوبات مانعة للحرية. حزب جبهة العمل الإسلامي بات له مقرر في لجنة الحريات العامة النيابية يمكنه عبرها التقدم بمطلبه.

**

منع وسماح

وصل إلى عمان صباح الأحد الماضي 19 تشرين الأول/أكتوبر الجاري المواطن الأميركي بول لارودي، أستاذ اللغويات، وخريج جامعة جورجتاون، وهي الجامعة التي أمضى به الملك عبدالله الثاني عاماً دراسياً كزميل عام 1987ـ 1988. لاوردي وصل الى عمان قادماً من بيروت، ولدى وصوله وتقديم جواز سفره، أبلغ أنه ممنوع من دخول البلاد وعليه المغادرة على الطائرة التي أقلته. بول لارودي أمام المفاجأة وإزاء عدم إحاطته بدواعي المنع، رفض مغادرة مبنى المطار فتم وضعه في غرفة حجز، قبل أن يسوى الأمر ويسمح له بدخول البلاد. الأستاذ الأميركي من مؤسسي حركة الدروع البشرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن دعاة المقاومة السلمية، وقبل أسابيع توجه مع 44 شخصاً من دعاة السلام يحملون مؤناً ومواد طبية كاسرين الحصار على غزة.يعمل لارودي حالياً بالتعاون مع مؤسسات عالمية ونشطاء سلام، لتنظيم رحلة بحرية ثانية الى غزة تضم عدداً من الحائزين على جوائز نوبل وبرلمانيين أوروبيين وأطباء، لكسر الحصار على غزة ومأسسة هذا الكسر. لارودي لا يعرف سبب المعاملة التي تلقاها في المطار، ومغزى إبلاغه بمنعه من الزيارة ثم السماح له بعدئذ بالدخول.