العدد 47 - اقتصادي
 

انجرفت الأسهم الأميركية إلى مستويات لم تلامسها منذ أعوام في غضون الأسابيع الثلاثة الماضية، لتعكس مدى تعمق الأزمة المالية التي تخنق رئتي الاقتصاد الأميركي.

ولم تنجح محاولات الحكومة الأميركية المتتالية في كبح تدحرج الأسهم نحو الهاوية، لتصر الأخيرة على الانخفاض حتى فقدت ثلث قيمتها منذ أن كشفت الأزمة المالية عن أنيابها بإعلان بنك "ليمان برذارز " إفلاسه منتصف الشهر الماضي.

وعلى مدى الأسابيع الثلاثة الماضي، فقد مؤشر داو جونز 28 بالمئة من قيمته، فيما تراجع مؤشر نازداك بنسبة 29 بالمئة، أما مؤشر إس آند بي فانخفض هو الآخر بنسبة 31 بالمئة.

وتدخلت الحكومة الأميركية من خلال تنفيذ خطة إنقاذ للنظام المالي بكلفة 700 بليون دينار لكن أثرها كان ضئيلاً، وسرعان ما تلاشى في أسواق المال وواصلت الأسهم مسلسل انخفاضها.

غير أن رئيس الاتحاد الفدرالي الأميركي بن برنانكي قال في تصريح صحفي «إن الخطة بحاجة إلى فترة من الزمن لتصحح أوضاع السوق».

وبدأ انهيار الأسهم في التاسع عشر من الشهر الماضي بعد أن زلزل الإعصار المالي كيان الاقتصاد الأميركي بإعلان مجموعة من المصارف إفلاسها واحدا تلو الآخر في تسارع أشبه بلعبة "الدومينو".

وما أن تجذرت المخاوف من صعوبة تدارك الأزمة، حتى واصلت الأسهم الأميركية انخفاضها بسرعة بلغت أوجها في تداولات الأسبوع الماضي.

وكان إعلان التدخل من قبل البنوك المركزية العالمية لمحاصرة الأزمة عدل من منحنى الأسهم التنازلي بشكل طفيف، وذلك من خلال خفض معدل فائدتها الرئيسية بنصف نقطة مئوية، في خطوة جديدة وكبيرة لمواجهة الأزمة المالية العالمية المتفاقمة.

أما اليوم الأخير من تداولات الاسبوع الماضي فأنقذت الأسهم من الهبوط إلى مستويات أكثر تدنيا، إذ ارتفعت في آخر التداولات بفعل خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش الذي أكد فيه متانة الاقتصاد الأميركي وامتلاك بلاده أكثر من خيار لمواجهة الأزمة.

ويضاف إلى ذلك، اتفاق وزراء المالية وحكام المصارف المركزية في دول مجموعة البلدان الصناعية السبعة الكبرى، الجمعة الماضية في واشنطن، على «خطة تحرك» تهدف إلى إعادة الثقة بعد أسابيع من الانهيارات في أسواق المال في العالم.

مؤشر داو جونز

فقد مؤشر داو جونز 28 بالمئة من قيمته منذ التاسع عشر من الشهر الماضي حتى نهاية تداولات الأسبوع الفائت.

وكان المؤشر عند مستوى 11.610 في التاسع عشر من الشهر الماضي، واستمر في الانخفاض في الأيام العشرة التالية حتى لامس مستوى 10.409، وظل المؤشر ينخفض في الأسبوع التالي إلى أن بلغ مستوى 9.574.

ولم يتوقف المؤشر عن الانخفاض حتى انزلق إلى مستوى 9.157 في الثامن من الشهر الحالي، وزادت حدة انخفاضه حتى تراجع المؤشر دون مستوى 9 آلاف ليغلق تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 8.366.

ويشار إلى أن يوم الجمعة (9/10) كان أكثر الأيام قسوة على مؤشر داو جونز، إذ تراجع إلى مستوى 7.878 لكن عمليات شراء دفعته ليغلق عند مستوى 8.366.

مؤشر إس آند بي

لم تكن حال مؤشر إس آند بي أفضل من حال مؤشر داو جونز، إذ تراجع بنسبة 31 بالمئة في الأسابيع الثلاثة الماضية.

وبدأ المؤشر تداولاته عند مستوى 1.281 بعد أيام قليلة من إعلان «ليمان براذرز» إفلاسه منتصف الشهر الماضي، ثم انخفض بعد عشرة أيام إلى مستوى 1.114، وبعدها بأسبوع إلى مستوى 1.009. وأكد المؤشر استمراره في الانخفاض حين تراجع دون مستوى 1.000 إلى 837 يوم الجمعة (9/10)، لكنه أغلق عند مستوى 888.

مؤشر نازداك

نزف مؤشر نازداك حتى تراجع بنسبة 29 بالمئة في الأسابيع الثلاثة الماضية، وأغلق عند مستوى 1.276.

هبط مؤشر نازداك من مستوى 1.801 في التاسع عشر من الشهر الماضي، إلى 1.647 بعد خمسة أيام، وسلك بعدها وتيرة تنازلية ليقف عند مستوى 1.494 في التاسع والعشرين من الشهر الماضي.

واستمر المؤشر في الانخفاض بعد ذلك ليتراجع إلى مستوى 1.343 بعد أسبوع، ثم انزلق نازداك إلى أدنى مستوياته وصولا إلى 1.198 يوم الجمعة (9/10)، لكنه أغلق عند مستوى 1.276.

عملات ومعادن

تسونامي النفط يهدأ وسعر البرميل يلامس مستوى 77 دولارا

استمرت أسعار النفط في الانخفاض خلال الفترة الماضية حتى انحدر سعر برميل النفط إلى مستوى 77 دولارا الأسبوع الماضي، وبلغ سعر إغلاقه 80 دولارا.

وبذلك يكون النفط قد انخفض بنسبة 45 بالمئة مقارنة بأعلى سعر له خلال العام الحالي حين قفز سعر البرميل إلى 146 دولارا.

منحنى الذهب يفاجئ العاملين فيه

أثار الذهب تساؤلات عديدة خلال الفترة الماضية حول توجهات أسعاره، لا سيما وأنه بات يشهد تذبذبات وصلت بالمعدن النفيس لينخفض أو يرتفع بمقدار 100 دولار في اليوم الواحد. وبلغ سعر إغلاق الذهب 845 دولارا للأونصة في آخر يوم من تداولات الأسبوع الماضي.

اليورو دون مستوى 135 مقابل الدولار

لم تنجح محاولات اليورو المتتالية في استعادة هيبته مقابل الدولار، لا سيما وأنه ظل ينخفض في الأسابع الماضية في صورة تعكس حال اقتصاديات الدول الأوروبية.

وأغلقت العملة الأوروبية تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 134.12 دولار بعد أن حقق مستوى 160.000 دولار خلال العام الحالي.

أزمة الاقتصاد الأميركي تطيح بجميع المؤشرات
 
16-Oct-2008
 
العدد 47