العدد 47 - اقليمي
 

شفيقة منصور وتحسين يقين

عكا - للقادم الى عكا خياران، إما أن يسلك طريق الساحل من حيفا، أو طريق الجبل والسهل من الجليل.

هل نحن على أبواب مدن الضفة الغربية لنواجه بكل هذه الحواجز؟ إغلاق للطرق ووجود عسكري كثيف، في حين راحت المركبات الشرطية تذرع المكان. وجودٌ ضئيل للمارة يثير الانطباع بأن المدينة تخضع لحظر تجول، اعتادت السلطات الإسرائيلية فرضه على الضفة الغربية وقطاع غزة.

على مدار الأسبوع الفائت شهدت عكا نزاعاً بين العرب أبناء المدينة والسكان اليهود، ما أعاد إلى الأذهان البدايات الأولى لتاريخ الصراع هنا، كأن الماضي ينبعث، ليؤكد أن المعضلة القديمة لم تحل بعد، وما زال الصراع على الأرض مستمراً.

سكان عكا لم ينخرطوا جميعا في النزاع، إلا أن مشهد المدينة التي باتت ثكنة عسكرية للشرطة الإسرائيلية دل على عمق النزاع، وأن صوت المتحمسين للمواجهة من الطرفين أعلى من صوت المعتدلين ولو كثروا.

الشاب العربي توفيق جمال سائق السيارة في عكا، سوف يظل يتردد اسمه بعد أن عبر بسيارته شارعاً ليس بعيداً عن بيته ليلة «عيد الغفران» ونال من يهود ما ناله من أذى واعتداء.

تاريخ المكان يكشف أن الصهاينة أبدوا زهداً بعكا قبل قيام دولتهم على أرض فلسطين، فلم يكونوا طامعين في البدء بها. ذلك يعزى إلى أن اليهود لا يرون أنهم يرتبطون توراتياً بعكا ولا بعسقلان، وأنه لا تاريخ لهم فيها، كما أوضح لـ«ے» ابن مدينـة عكا الكاتب أنطوان شلحت.

وقد أتى زهد الإسرائيليين بمدينة أريحا، حين اختاروها لتكون أولى المدن التي انسحبوا منها العام 1994، حسب اتفاقية غزة – أريحا أولاً، ضمن هذا السياق التوراتي.

عكا العربية

عكا مدينة عريقة في عروبتها، موغلة في انتمائها للحضارة العربية الإسلامية، راسخة مثل أسوارها التي هزمت الغزاة، وهزت هيبتهم، واستخفت بعظمة الفرنسي نابليون بونابرت.

منذ ما يعرف بلجنة بيل، التي ابتدأ معها الحديث عن دولتين عربية ويهودية في فلسطين حتى خارطة التقسيم لعام 1947، ظلت عكا خارج نطاق الدولة اليهودية المقترحة على جزء كبير من ساحل فلسطين ما عدا يافا وغزة. وهكذا وفق التقسيم وبحسب اللجنة الملكية (بعد لجنة بيل) البريطانية العام 1938، وحسب مشروع الحكومة البريطانية لتقسيم فلسطين 1944، ومشروع الدولة الاتحادية الفدرالية الذي أوصى به الخبراء البريطانيون والأميركيون (مشروع مدريسون غراردي) 1946 ومشروع التقسيم الذي أوصت به أكثرية أعضاء لجنة التحقيق الدولية (UNSCOP) وحسب مشروع الدولة الاتحادية الذي أوصت به أقلية الأعضاء في اللجنة الدولية السابقة للعام 1947، ومشروع التقسيم الأخير الذي تم الموافقة عليه في مجلس الأمن الدولي العام 1947.. حسب كل مشاريع التقسيم هذه لم يفكر الساسة والخبراء الدوليين في وضع عكا ذات الهوية العربية ضمن الدولة اليهودية، ففي العام 1945 بلغت نسبة ملكية العرب للأراضي في عكا (كما هو في سائر فلسطين) 87 بالمئة مضافاً إليها 10 بالمئة ملكية عامة، ولم يمتلك اليهود سوى 3 بالمئة كأي جالية تعيش في أية مدينة.بينما بلغت نسبة السكان الفلسطينيين 96 بالمئة.

حرب العام 1948 حسمت الحدود وأدخلت عكا في الدولة العبرية، فهاجر من هاجر بعد عمليات تصفية وإعدامات للمناضلين والمدنيين خلال الحرب وبعد سقوط المدينة، ولم يبق فيها غير عدد محدود من العرب.اللافت في الأمر أن اليهود لم يقيموا في البلدة القديمة، وما يتفق مع ما ذكره أنطوان شلحت، الذي أضاف أنهم كانوا يترددون في دفن موتاهم في المدينة، وهو ما يفسر إنشاءهم مقبرة خارج حدود المدينة.

أطماع الزاهدين!

منذ سنوات وانسجاما مع العقلية الصهيونية التي تخطط للتخلص من الفلسطينيين أينما وجدوا في أرض فلسطين التاريخية، خطط الإسرائيليون لتفريغ بعض المدن ومنها عكا من أبنائها، خشية العامل الديموغرافي. ورغم ذلك ما زال أبناؤها العرب يشكلون نحو ثلث سكان المدينــــة البالغ عددهم 50 ألف نسمة، في ظل تغييــــب متعمد للإحصائيات؛ فالمتحدث الرسمي باســــم الشــــرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد ذكـــر في بداية الأحداث أن عدد السكان هو 50 ألف، ثم عاد بعد يومين ليذكر أن عددهم هو 64 ألفاً.

تزايد العرب في المدينة أثار حفيظة الإسرائيليين، خصوصاً المتطرفين من اليمين، الذين لا يتقبلون أن تظل عكا عاصمة الجليل ذات أغلبية عربية لا يهودية؛ لأجل ذلك انتقل إلى عكا مئات المستوطنين القادمين من قطاع غزة والقدس. إضافة الى أعداد تسربت في المواجهات الأخيرة من صفد وطبريا وسواهما.

في مسعاهم لتفريغ المدينة أو الحد من إقامة العكيين فيها، لضمان وجود أغلبية يهودية مستوطنة، يفتعل الإسرائيليون بؤر توتر بين الأحياء الفلسطينية والإسرائيلية في المدينة، ودفع الأقلية العكية لمغادرة الأحياء ذات الأغلبية اليهودية، مع مواصلة التضييق الاقتصادي، حيث يعاني العكيون مشاكل خانقة، إضافة إلى الاتجاه للسيطرة على البلدة القديمة، من خلال الشراء، والاحتيال في عمليات الشراء.

الكاتب ناحوم برنياع في صحيفة «يديعوت أحرنوت» كتب في مقالته الأحد 12 تشرين الأول/أكتوبر الجاري بأن «خط التقسيم الديمغرافي في عكا هو خط سكة الحديد من نهاريا. نصف السكان يعيشون غرب الخط والنصف الآخر من الشرق. في الجانب الغربي ينقسم السكان بصورة متساوية يهوداً وعرباً. أما في الجانب الشرقي، فتبلغ نسبة اليهود 99 في المائة. الواحد في المائة 20 الى 30 عائلة عربية، الذين اشتروا شققاً في المجمعات السكانية الكبيرة من الإسكان الشرقي، وهي التي تقع في عين العاصفة." وبث في ثنايا المقال وصفه للعلاقات الشكلية بين العرب واليهود التي تقتصر على رد السلام وحسب.

**

عكا الباقية

تعد عكا من المدن العريقة في فلسطين والمشرق العربي، والتي كانت حتى العام 1936 ميناءً مهماً، ومن أهم معالم عكا الحضارية: جامع أحمد باشا الجزار، ومساجد المينا، والمجادلة، والزيتون، والرمل، وخان العمدان، وخان الإفرنج، وخان الشواردة، والسوق الأبيض، والقلعة، والأسوار المحيطة بالمدينة القديمة.

طابع المدينة ومعمارها، ومآذنها الرشيقة قريبة الشبه بمآذن إسطنبول، ومآذن مسجد القلعة بالقاهرة بمصر.

سجن عكا شهد إعدام المناضلين الفلسطينيين الثلاثة: محمد جمجوم، وعطا الزير، وفؤاد حجازي.

**

عكو

«جرى تأسيس المدينة في الألف الثالثة قبل الميلاد على يد إحدى القبائل الكنعانية العربية المعروفة بالجرجاشيين التي جعلت منها مركزاً تجارياً هاماً ودعتها «عكو» أي الرمل الحار، ويروي المؤرخ الروماني يلني المتوفي العام 113 م أن هؤلاء القوم هم مستنبطو صناعة الزجاج، بعد أن نزل ملاحو سفينة لهم محملة بنترات البوتاسيوم على شواطئها ذات الرمال الناعمة، وجعلوا من كتل البوتاسيوم هذا أثافي يضعون القدر عليها لطهي طعامهم، وأضرموا النار، فاختلط نترات البوتاسيوم هذه بالرمال فكان الزجاج...» (الموسوعة الفلسطينية). هكذا سرق الغزاة الإسرائيليون الاسم، فباتوا يطلقون على المدينة اسم «عكو».

**

ولّعت

في مطعم خريستو، كما في بعض محلات بيع أشرطة الموسيقى في عكا تتردد أغنية عربية تحمل اسم «ولعت»:

لو شربوا البحر أو هدوا السور

لو سرقوا الهوا أو خنقوا السور

ما بيعا لعكا بالدنيا كلها

وما ببدل حارتي ولا بقصور

المينا وكل البحرية

وشخاطيرها النايمة ع المية

وشباكها الخضرا المطوية

صورة راح تبقى بقلبي دهور

لو شمس الصبح وقمر الليل

ونهار الغربة وليل الويل

أخذوا روحي على نجم سهيل

أنا روحي بزواريبا بخور

لو رمل الشط اللي ما بنعد

وصدفاتو المخلوقة ع القد

ومزحات الدهر اللي صاروا جد

ركعولي ما بترك هالسور

...

**

دوافع عنصرية وراء ما حدث

اتهامات متبادلة

كلا الجانبين يتهم الآخر، حسب ناحوم برنياع، بأنه أعد لهذا النزاع، ويبدو أن الجانبين غير معفيين من المسؤولية، لكن ما كان ليقوم العرب بذلك لو كانت الأمور تجري بشكل سليم بعيداً عن العنصرية واستعداء الآخر.

الخطط الإسرائيلية لتهويد عكا لن تمر بسهولة، كما تم ذلك بشكل ظاهر في يافا واللد والرملة، والسبب، حسب أنطوان شلحت، يعود إلى وجود قرى عربية خارج حيفا تمد عكا بالعنصر البشري.

المدينة باتت تجذب الصحفيين لا السائحين فقط، كل ينظر إليها بمنظاره. في رحلتنا الى المدينة سعدنا بسماع اللغة العربية في عكا، لكن الحال ليس كذلك مع الصحفيين الأجانب والإسرائيليين.

«كنا نتوقع أن يمضي الشبان من الطرفين ليلة واحدة من التنازع، ولم يكن بالحسبان أن يتواصل النزاع. المشكلة دفعت بالقائمين على المهرجان المسرحي إلى إلغائه، ما يتسبب بتضييع فرصة وجود قادمين لعكا، كانوا ينعشون سوقها» بهذه الكلمات بدأ المواطن أبو خليل حديثه، ملقياً المسؤولية على المتطرفين اليهود، فليس السبب مجرد عبور شاب عربي (هو توفيق جمال) بسيارته في عيد الغفران، بل هناك سوء نوايا، والمشكلة تكمن في رفضهم وجودنا لافتاً النظر إلى المثل الشعبي «مش ع رمانه بس القلوب المليانة».

العكيون يرون أن هناك دوافع عنصرية صارخة، فحسب عضو المجلس البلدي المشترك بين اليهود والعرب أحمد عودة، فإنه لا قانون يمنع سير السيارات في عيد الغفران اليهودي، فهناك سيارات يقودها يهود، ما يثبت أن خلفية الأحداث عنصرية.

يتساءل مواطنون عرب: هل من المصادفة تواجد 1500 شاب عنصري من يهود الحي الشرقي وآخرين تمت الاستعانة بهم من أحياء أخرى؟ ذلك يبرهن، في رأيهم، أنه جرى التحضير لهذه الهجمة على العرب، وما حادثة قيادة السيارة العربية إلا ذريعة.يقول عودة إن الاعتداء ليس الأول من نوعه، ففي كل عام يعتدي يهود على عرب، فقد حاولوا إحراق بيوت من قبل، كما شرعوا في الاعتداء على جامع المنشية القريب من الحي الشرقي وبشكل ممنهج.

أبناء المدينة من مسلمين ومسيحيين، يشددون على احترامهم كل الأديان وكل الأعياد، فمنذ أيام قليلة -والكلام لعودة- ودعنا شهر رمضان، ولم نكن نفرض على الزوار اليهود أي سلوك، فكانوا يأتون يأكلون ويشربون في المدينة. لم نمنعهم عن ذلك بسبب شهر الصيام، لذلك لن نقبل أن يفرضوا علينا منع التجول في أعيادهم تحت طائلة الاعتداءات.

تخريب البيوت

«ولعت»، هكذا يقول الأطفال حين يشهدون حدثاً أو نزاعاً بين عائلتين أو مجموعتين متخاصمتين، لكن هذه المرة، يضيف أبو خليل، ولعت بين السكان العرب واليهود ولا بد من إطفائها. لذلك لم يكن من المصادفة اتهام قائد المنطقة الشمالية في الشرطة الإسرائيلية شمعون كورين لفئات يهودية بالتحريض على العرب، وأنها المسبب للأحداث التي أدت لتخريب بيوت وإشعال حرائق.

عائلة الشاب أحمد شعبان هي ضمن 11 عائلة تم تخريب بيوتها وإحراقها على أيدي متطرفين يهود، فلجأت إلى الأقارب بما يثير ذكريات قديمة عن اللجوء.

الصلح خير!

في هذه الأجواء المشحونة رفض حاخام عكا يوسف بشار مساعي الصلح التي بادر إليها وجهاء عكا العرب، واشترط استنكار العرب ما فعله السائق العربي الذي دخل الحي المتدين بسيارته، إلا أن المساعي مستمرة لتطويق الأحداث، خصوصا مع جهود منظمات صغيرة تدعو إلى التعايش.

فقد تنادى عشرات من الشبان والعائلات العربية واليهودية وشرع أطفال وفتيان بكتابة شعارات تشجع العيش المشترك ونبذ العنصرية، لكن الصوت المعتدل الذي يمثل غالبية المواطنين العرب وجزءاً ليس بالصغير من السكان اليهود يرى أنه لا يملك أجندة كي يفرضها، وفي ظل وجود شبان غير ملتزمين، فإنه يسهل إشعال حريق كبير.

سامي الهواري، شاب ناشط في جماعة تعمل من أجل التعاون بين العرب واليهود، أرجع النزاع إلى ما قام به متطرفون يهود يرى أنهم لا يمثلون الغالبية العظمى من اليهود، لذلك ينبغي كما يقول «وقف الفتنة وقطع الطريق على مثيريها».

مؤسسات المجتمع المدني العربي، كمنظمة «مساواة» و«عدالة» وغيرهما، تضامنت مع أهالي عكا. أتى هذا التضامن في سياق بحث الفلسطينيين داخل إسرائيل عن تقرير مصيرهم.

وكانت مجموعات سياسية ومدنية عكية أصدرت وثائق منها: الدستور الديمقراطي، وثيقة التصور المستقبلي، ووثيقة حيفا. تؤكد هذه الوثائق أن العرب الفلسطينيين في إسرائيل هم "أهل الوطن الأصليون". إنهم "مواطنون في الدولة" كما هم "جزء من الشعب الفلسطيني العربي والإسلامي".

غير أن الصوت المسموع هو للمتطرفين الإسرائيليين.

زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف الروسي أفيغدور ليبرمان، دعا إلى قمع العرب وقد رأى أنهم يقومون بانتفاضة جديدة في قلب إسرائيل، وناصره النائب المتطرف أرييه الداد الذي اتهم الشبان العرب بتنفيذ ما أسماه مجازر ضد اليهود، قائلاً: «يجب ألا نفاجأ بتسلح اليهود للدفاع عن أنفسهم في الوقت الذي لا تحميهم الشرطة الإسرائيلية» على حد زعمه.

المستوى الرسمي

على مستوى الخطاب الحكومي، تدعو القيادة الإسرائيلية ممثلة برئيس الحكومة المستقيل أولمرت، وبرئيسة حزب كاديما المكلفة بتشكيل الحكومة ليفني إلى التعايش بين العرب واليهود.

أولمرت هوّن الأمر حين قال إن ما يحدث في عكا «مجرد أمر محلي لا علاقة له بالمستوى العام» قاصداً إسرائيل.

الشرطة الإسرائيلية قامت بعملها وفق الأصول المهنية، كما ذكرأنطوان شلحت، وكما كتب حسن البطل الكاتب الفلسطيني في صحيفة «الأيام» الأحد الثاني عشر من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وكما ذكر كتاب رأي في الصحف العبرية، إلا أن قوات الشرطة تلكأت في تواجدها ولم تسارع في الحضور الى مسرح الأحداث، كما طلب منها عضو الكنيست عن عكا النائب عباس زكور من القائمة العربية الموحدة، الذي طلب من وزير الداخلية الإسرائيلي افي ديختر نشر قوات من الشرطة في المدينة لمنع اليهود من مهاجمة سيارات العرب. لم تتم الاستجابة له، ولم تصل قوات الشرطة إلا حين انطلق النزاع.

وهو ما يسمح باستخلاص أمر ما من الموقف الرسمي الذي اتبع، وهو تفضيل استخدام أسلوب غير مباشر و«ناعم» للحد من وجود العرب في عاصمة الجليل، بعيداً عن العنف الذي يثير الرأي العام المحلي والدولي..

هناك دوافع عنصرية لما جرى، كما يذكر الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، وأسباب ذات علاقة بالانتخابات كما ذكرت الكاتبة الإسرائيلية ابيرغما غولان في «هآرتس» الأحد الماضي، وأسباب تتعلق بالإحباط لدى الشبان المتعطلين عن العمل خصوصاً من اليهود.

في هذا السياق تقول غولان: «في عكا يحذرون منذ بضعة أشهر من الهياج المتزايد في المدينة استعداداً للانتخابات البلدية. التوتر بين السكان العرب واليهود يتصاعد على خلفية التخوفات من تعميق السيطرة اليهودية الجديدة في المدينة..» وهي تربط ذلك بضائقة اقتصادية اجتماعية في الأحياء المختلطة.

الخطر كما تخشى الكاتبة «أن جهات ذات مصلحة ستضخم الحدث وتلصق به جذوراً قومية، أو على الأقل وطنية، أو على خلفية دينية».

لا تستبعد الكاتبة أن اندلاع النزاع يعود لتسكع شبان في «يوم الغفران». لو لم يكن هناك عربي في المحيط، فلعلهم كانوا سيهاجمون الواحد الآخر، أو يرشقون الحجارة على سائق يهودي ينقل زوجته الى مستشفى الولادة. أما العرب من جانبهم فانفعلوا بتهور زائد إزاء الشائعة عن مقتل السائق".. لم يمض وقت بعيد على الانتهاء من بث مسلسل "باب الحارة" السوري، والذي كرّس في لا وعي الشباب العربي أيضاً انطباعاً عن عنصرية الحارات.. ولا أحد يضمن عدم تجدد النزاع مستقبلاً وبوتيرة أشد. بينما يبدأ الحل بإدارة المدينة من منظور غير عنصري.

فلسطينياً

في الأصداء الفلسطينية سارت مسيرة تضامن شمال قطاع غزة شارك فيها آلاف بدعوة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وذلك مساء السبت الحادي عشر من الجاري.

مدينة تتكسر على شاطئها الأمواج والغزوات: مواجهات عكا تكشف “أطماع الزاهدين”
 
16-Oct-2008
 
العدد 47