العدد 47 - زووم
 

خالد أبو الخير

وُلدوا بعيداً.. ونضجوا على شحوب حكايات الذين أفنوا أعمارهم في حبّها، فصاروا أسرى الذكرى ، وحررهم إيمانهم بوطنهم من اليأس والنسيان.

حناجرُهم مجرَّحة بالهتاف باسمها، وأيديهم ممدودة برايات ومفاتيح و«قواشين» بيوتٍ تركها آباؤهم وأجدادهم عنوةً ذات عتمة، ما زالت نضرة، لم ينل منها غيابٌ أو صدأُ انتظار.

هم المثالُ الحي على بطلان الرهان على الزمن الذي يفضي للنسيان، حين يطول اقتلاع الجذور من تربتها، وترْكها رهنَ قوارير قرارات دولية سوّفت القضية وحصرتها في بعض «أريحا وغزة»، وما تبعها أو يتبعها من «كانتونات».

من بعض التذكارات صورُ جوازات سفر فلسطينية للاجئين، قضوا يحلمون ببرتقال يافا وبحرها.

ومهما نأتْ يافا..

يظلُّ حلم يافا يسكن الذين وُلدوا في الغياب، مؤمنين بحقهم الذي لا يموت. يقرعون «جدار غسان كنفاني» دون أن يكلّوا.

يافا.. عصية على النسيان
 
16-Oct-2008
 
العدد 47