العدد 47 - أردني
 

علا فرواتي

شملت اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل بنودا عدة تتعلق بالبيئة، ركزت في معظمها على المياه وتطوير منطقة وادي الأردن وخليج العقبة. وكانت المواضيع البيئية على الدوام مصدرا لاعتراض جهات سياسية في الأردن، خصوصا النقابات المهنية، التي تتهم إسرائيل بجعل الأردن مكبا للنفايات الإسرائيلية.

النقابات المهنية ركزت على موضوعين أساسيين هما: مفاعل ديمونة، وتسرب مياه ملوثة من إيلات إلى خليج العقبة، ووضعتهما في القلب من نشاطها المقاوم للتطبيع.

مفاعل ديمونة، مصدر قلق لكثير من الأردنيين، خصوصا مع اتهام النقابات والأحزاب لإسرائيل بأن انبعاثات "المفاعل العجوز" سببت ارتفاعا في معدلات إصابة الأردنيين بالسرطان.

وكان الخبير النووي الإسرائيلي السابق موردخاي فعنونو حذر الأردن من إشعاعات "ديمونة" الذي لا يبعد عن الحدود الأردنية سوى 15 كم، مؤكدا أن أي نشاط -بما في ذلك الإشعاعات- من الممكن أن تسبب تلوثاً إشعاعياً أو نووياً للمناخ المحيط بالمفاعل، وبالتالي سيكون الأردن معرضاً لخطر هذه الكارثة.

تصريحات فعنونو الإعلامية حول النشاط النووي الإسرائيلي أدت إلى اختطافه خلال وجوده في روما من قِبل عملاء إسرائيليين، ليحاكَم بالسجن 18 عاماً بتهمة "الخيانة" في إسرائيل.

من جهتم، دأب مسؤولون أردنيون على أكثر من مستوى، ومن أبرزهم المدير العام لهيئة الطاقة النووية زياد القضاة (2004) على التأكيد أن المملكة لا تشهد أي زيادة في معدلات تلوث غير طبيعية ناجمة عن نشاط مفاعل ديمونة في إسرائيل.

وقال خبير بيئي أردني طلب عدم نشر اسمه لحساسية موقعه، إن لدى الأردن محطات للرصد الإشعاعي في الشمال والشرق والجنوب، وإنه يتم أخذ عينات من الهواء بشكل مستمر على مدار ساعات اليوم الأربع والعشرين للتأكد من محتوى الهواء، ثم يجري تحليل هذه العينات والتأكد من سلامتها. وأضاف الخبير أنه يتم أخذ عينات من التربة من عدد من المواقع على مدار السنة. وأكد أن النتائج تشير إلى خلوّ الأردن من أي تأثيرات ناتجة عن تفاعلات نووية، لافتاً إلى أن ما يؤكد عدم وجود إشعاعات هو عدم وجود اليود في الجو.

أما تسرب المياه الملوثة الإسرائيلية في خليج العقبة، فقد حدثت حالات تسرب لمياه عادمة، أو مياه كانت تُستخدم في مزارع تربية السمك المليئة بالمخلفات العضوية، من ميناء إيلات إلى خليج العقبة والسواحل الأردنية.

آخر هذه الحوادث كان في تشرين الأول/أكتوبر 2007، حيث أعرب خبراء في مجال البيئة وسكان مدينة العقبة عن خشيتهم من أن يتسبب تسرب مياه الصرف الصحي من إيلات، في القضاء على الحياة البحرية في خليج العقبة، وإلحاق أضرار بالصحة العامة.

مسؤولون إسرائيليون كانوا قاموا في 30 أيلول/سبتمبر الفائت بإغلاق منطقة الشاطئ في إيلات لمدة يومين كإجراء احتياطي، بعد أن نُشرت تقارير حول وجود روائح كريهة وطفو بقايا براز على سطح البحر. وكان مسؤولون أردنيون قالوا إن حوالي 600 متر مكعب من مياه الصرف الصحي تسربت إلى البحر، مما أدى بالسلطات إلى منع السباحة في المنطقة.

الخبير البيئي أكد أن سبب حدوث هذه التسريبات «ليس مقصودا بالضرورة»، إنما ينجم عن عدم تطبيق إسرائيل لسياسة «صفر مخلفات» (zero waste policy) التي يطبقها الأردن بصرامة في العقبة. وأضاف أن التسريبات الملوثة تأتي نتيجة لازدهار صناعة تربية السمك في إسرائيل، وتنامي النشاط السياحي على شواطئها وفنادقها الكثيرة.

ويعدّ خليج العقبة معرضاً للتلوث البحري والتدهور البيئي بسبب طبيعته شبه المغلقة. ورغم تأكيدات حكومية بأن الوضع «تحت السيطرة»، إلا أن ناشطين في المجال البيئي يخشون من أن تتسبب الطبيعة «الهشة» للعقبة ومنطقة الميناء في تسريع التلوث.

**

ديمونة

ديمونة مفاعل نووي إسرائيلي، بُدء في بنائه العام 1958 بمساعدة فرنسية، بدأ العمل بين العامين 1962 و1964. الهدف المعلن من إنشائه توفيرُ الطاقة لمنشآت تعمل على استصلاح منطقة النقب، الجزء الصحراوي من فلسطين التاريخية.

في العام 1986 كشف التقني السابق في مفاعل ديمونا، موردخاي فعنونو، عبر كتاب له، بعض أسرار البرنامج النووي الإسرائيلي الذي يُعتقد أن له علاقة بصنع رؤوس نووية ووضعها في صواريخ بالستية أو طائرات حربية أو حتى في غواصات نووية موجودة في ميناء حيفا.

(المصدر: موسوعة ويكييديا)

**

مقاومة "التطبيع الزراعي"

حملة ضد استيراد المانغا والكاكا والكيوي و..

مقاومة "التطبيع الزراعي" كان العنوان الأبرز للاعتصام الذي نظمته لجنة مقاومة التطبيع النقابية وحضره نقابيون وحزبيون أمام سوق الخضار المركزي السبت الماضي، معتبرين التعامل مع الإسرائيليين والتطبيع معهم "باطل شرعاً وقانوناً".

الاعتصام الذي امتد لقرابة الساعة كشف النقابيون خلاله أسماء مستوردين اثنين لخضراوات وفواكه إسرائيلية، مهددين بالإعلان عن المزيد من الأسماء في حال عدم تراجعهم عن التعامل مع الإسرائيليين.

وفيما دعت النقابات التجار إلى "التوقف عن خداع الناس وتضليلهم ببيعهم بضائع صهيونية لا يعرفون مصدرها"، دانت في الوقت نفسه "سماح الحكومة لبعض التجار باستيراد بعض الخضار والفواكه من إسرائيل، مثل: العنب، والمانجا، والأفوجادو، والكاكا، والجزر، والفلفل الملون، وبيعها في الأردن دون أن يعرف الناس مصدرها".

خلال الاعتصام أوضح نائب رئيس مجلس النقباء نقيب المهندسين الزراعيين، عبدالهادي الفلاحات، أن جميع المانجا الموجودة في الأسواق إسرائيلية المصدر، إضافة إلى وجود "كاكا، وكيوي، وجزر، وبطاطا" إسرائيلية.

وذكر الفلاحات أن المملكة استوردت 3400 طن من الخضار و1400 طن من الفواكه الإسرائيلية العام الماضي، مشيراً إلى أن الغالبية العظمى من المواطنين لا يدركون هذه الحقيقة.

وأكد المعتصمون أن التطبيع يهيء البيئة المناسبة لتحقيق الأطماع الإسرائيلية مشككين في سلامة الخضراوات والفواكه الإسرائيلية، التي "تسبب العقم إضافة الى كونها ملوثة".

وكان المشاركون في الاعتصام أحرقوا العلم الإسرائيلي، إضافة إلى عبوات كرتونية لخضراوات وفواكه إسرائيلية مكتوب عليها بالعبرية.

“ديمونة” و“العقبة”: مناطق تماس بيئية بين الأردن وإسرائيل
 
16-Oct-2008
 
العدد 47