العدد 47 - أردني | ||||||||||||||
منصور المعلا يراهن الأردن على إطلاق مشروع ناقل البحرين (الميت – الأحمر) بعد إتمام دراسة الجدوى الاقتصادية والأثر البيئي للمشروع، من خلال توفير ما يقارب 1832 مليون متر مكعب من المياه عند تشغيله المتوقع عام 2022، وذلك بعد انطلاق تلك الدراسات بداية العام الحالي، والتي ينتظر أن تستمر عاما ونصف العام. وقوع البحر الميت دون مستوى 400 متر تحت سطح البحر الاحمر سيسهم في استغلال اندفاع المياه بفعل الجاذبية الأرضية، في تحلية المياه وتوليد الطاقة الكهربائية، بحسب الدراسات الاردنية الرسمية. ويعد مشروع ناقل البحرين الحل الأفضل لمواجهة العجز المائي في الاقليم وحماية البحر الميت من الجفاف والحفاض علية كتراث انساني ويقدم المشروع اذا ما أنجز كنموذج للتعيش بين الاطراف في المنطقة واحد ثمار السلام بحسب مصدر رسمي في الوفد الاردني المشرف على تنفيذ المشروع طلب عدم ذكر اسمه. وتقوم الرؤية الأردنية للمشروع على إنشاء خط ناقل للمياه بارتفاع 125 متر عن سطح البحر الاحمر لم يحدد طوله بعد وقناة الى البحر الميت وبحيرتين اصطناعيتين. وتقدر المسافة الفاصلة بين البحرين بحوالي 180 كم المشروع سيتم انجازه بالكامل عبر الاراض الاردنية باستثناء 12 كلم ستمر عبر اراضي اسرائيل. كما سيقوم الناقل بضخ حوالي 1900 مليون متر مكعب سنويا لتعويض المياه المفقودة الرافدة للبحر، ليتم تحلية 850 مليون متر مكعب وسيتبقى ألف مليون، تضخ إلى البحر الميت. المشروع سيوفر 25% من الاحتياج الوطني للطاقة الكهربائية و ما يقارب 630 مليون متر مكعب من المياه سنويا من محطات التحلية قرب البحر الميت، يتم توزيعها على البلديات في الاردن من خلال انابيب بالاضافة الى تزويد كل من اسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية بباقي الكمية التي تقدر ب 220 مليون متر مكعب سنويا. كما سيوفر ارضية استثمارية في وادي عربة من خلال انشاء بحيرات اصطناعية اهمها بحيرة العقبة وبحيرة جبل مسعودة وما يقارب من خمس بلايين دولار تتوزع على 700 مليون دولار بدل بيع المياه، و2 بليون من خلال الصناعت التي لها علاقة بالبيئة البحرية والصناعات الطبية من خامات البحر الميت واستثمارات عقارية. عرضت فكرة مشروع ناقل البحرين لأول مرة في مؤتمر عمان الاقتصادي عام 1995، ولكنه، مثل معظم المشاريع التي طرحت في المؤتمر المذكور لم تتحقق. ثم عاد الأردن وعرض الفكرة كقضية علمية بيئية في مؤتمر الأرض الذي عقد في (جوهانسبرغ، بجنوب إفريقيا، في أيلول/سبتمبر 2002)، حيث اتهم احد اعضاء الوفد المصري في حينها الاردن بالسعي الى ايجاد بديل عن قناة السويس الامر الذي نفاه الاردن موضحا ان المشرع في بعض مراحلة هو عبارة عن انبوب لا تعبر خلالة السفن، وثم نوقشت الفكرة في مؤتمر المياه (كيوتو، مارس/آذار 2003) على أساس أن حل مشكلة العوز المائي في المنطقة يعد مطلبا إنسانيا ملحا، ثم اصطبغت بعد ذلك بالصبغة الاقتصادية، ثم أعيد طرحها في المنتدى الاقتصادي العالمي (عمان، يوليو/تموز 2003) على أنها فرصة جيدة لبدء شراكة اقتصادية بين أطراف النزاع في المنطقة، وأخيرا نوقشت في المؤتمر الدولي لإدارة الطلب على المياه (عمان، يونيو/حزيران 2004) باعتبارها مشكلة سياسية مائية. وفي الجانب الاسرائيلي واجة المشروع عدد من الدعوات الى رفض المشروع والتخلص من البحر الميت بالقول أن «اكرام الميت دفنه». لن يكلف المشروع الأردن أعباء مادية كبيرة، فقد دفعت موافقة الأطراف المعنية عددا من الجهات الدولية المانحة، وأهمها البنك الدولي واليونيسكو (بعد إدراج البحر الميت كتراث إنساني يجب الحفاظ عليه)، إلى الوعد بالتمويل والإسهام في تنفيذه، رغبة منها في دفع عجلة السلام والتنمية والاستقرار بالمنطقة. وتعتزم الحكومة تنفيذ مشرع قناة البحرين عن طريق جذب صناديق استثمارية عربية أهمها الصندوق الكويتي، وبنك جدة الإسلامي، للإفادة من المزايا الاستثمارية التي سيوفرها المشروع، وخصوصا في إقامة المنتجعات السياحية على ضفاف البحيرات الاصطناعية التي سيتم إنشاؤها في منطقتين، بحسب أمين عام سلطة وادي الأردن السابق دريد محاسنة.
** إكرام "الميّت" دفنه قدم الملياردير الإسرائيلي إسحق تشوفا اقتراحاً على الباحثين والعلماء في الأسبوع العالمي للمياه في أستوكهولم يتضمن مخططاً لـما أسماه "دفن البحر الميت"، وإقامة مدينة شبيهة بمدينة دبي الإماراتية، بحيث تكون مدينة عصرية وسياحية ترتفع فيها الفنادق والمنتجعات والمطارات وكل وسائل الراحة والتسلية والسمر التي تجذب الناس والسياح من جميع أقطار العالم، وتحمل معها الثروة والمال. وبحسب ما نقلته القناة التلفزيونية الأولى (A.R.D)، وعد تشوفا بـ"تمويل مشروعه المتعلق بدفن البحر الميت وتحويله إلى مدينة حديثة سياحية من جيبه الخاصة، وهو لن يستخدم أموال الدولة العامة. وقد بدأ إعداد النموذج المصغّر لقيام هذه المدينة السياحية فوق مقبرة البحر الميت". تشوفا يرى أن هذا المخطط "يرضي الأطراف العلمية، حيث أن البحر الميت تنعدم فيه الحياة إطلاقاً، إضافة إلى أنه يرضي الطرف الإسرائيلي، لأنه يعزز ما جاء في التوراة بما يكفي من حديث (يهوه) عن تحويل الصحارى والجفاف في أرض كنعان إلى خضرة يافعة يانعة، وتحديداً الواحة الكبرى وعين جدي في غرب الصحراء اليهودية، ويرضي الأطراف العربية. فما دام هذا البحر هو ميّت، فإن إكرام الميت دفنه". المخطط يتضمن أيضاً استقطاب يهود العالم إلى "أرض الميعاد"، وبالتالي توزيع المستعمرات اليهودية على ضفاف المدينة السياحية الجديدة، التي يمكنها توفير النمو الزراعي والتطور الصناعي والمدارس والمعاهد العلمية والمستشفيات. ما يعني تحويل المناطق الرملية الجافة وبنيّة اللون إلى جنّة خضراء، فتتحقق بذلك "نبوءة التوراة" بحسب تعبير تشوفا. ويكشف رئيس جمعية "أصدقاء الأرض" جدعون برومبرغ، أن هذا المشروع "يلقى حالياً تأييداً من سياسيين، أبرزهم الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز" . |
|
|||||||||||||