العدد 7 - علوم وتكنولوجيا
 

عام آخر يمرّ على الأردنيين من دون أن يشهد تغيرا جذريا في نسبة انتشار الكمبيوترات الشخصية والانترنت في ظل مساسل ارتفاع الأسعار الذي شهد تقليصا للنفقات “الكمالية” وتركيزا على الإنفاق الأساسي.

الأرقام الرسمية تشير إلى انتشار محدود للكمبيوترات الشخصية يتراوح حول الـ 30% من الأسر الأردنية، فيما لا تتجاوز نسبة الأردنيين الذين يمتلكون اتصالا بالانترنت الـ 6% رغم جميع الوعود الحكومية برفع نسب الاتصال بالانترنت لتشمل أعدادا اكبر.

على صعيد الشركات، لم يشهد عام 2007 “الزخم” ذاته الذي تميز به العام 2006 فيما يتعلق بنمو عدد الشركات وارتفاع قدراتها التصديرية. 2006 كان شهد ارتفاعا لمجموع عوائد الصادرات وعوائد المبيعات للسوق المحلية بنسبة 28% حيث وصلت قيمتها إلى نحو 746 مليون دولار، مقارنة مع 580.87 مليون دولار عن العام 2005.

وبحسب محللين وعاملين في القطاع، فان سوق تقنية المعلومات الأردني لم يشهد مشاريع على مستوى طموح الشركات خاصة مع تباطؤ الدعم الحكومي المادي والتشريعي لهذا القطاع مع خفوت “الوهج الإعلامي والتركيز الحكومي على حقل المعلوماتية” والذي شهدته المملكة في بدايات العقد الحالي مع إطلاق مبادرات ريتش وتبني الملك عبد الله الثاني للعديد من المبادرات الخاصة بالقطاع.

رئيس هيئة مديري المجموعة المتكاملة للتكنولوجيا (ITG) وليد تحبسم كان يأمل أن يشهد عام 2007 خروج سوق التكنولوجيا الأردني من قوقعة الاستهلاك إلى الاعتماد على الإبداع وتعزيز الإنتاج المحلي للحلول التكنولوجية.

تحبسم يرى أن محاولات شركات تكنولوجيا المعلومات المحلية المتتابعة للنهوض بالقطاع «ووجهت بسياسات حكومية تعسفية وقوانين غير مشجعة للقطاع»، بدءا بقانون العمل والعمال وانتهاء بقرار حكومي متوقع بفرض ضرائب على صادرات التكنولوجيا.

تحبسم يؤكد أيضا على ضرورة ديمومة دعم القطاع للمحافظة على الزخم الذي شهدته السنوات السابقة وعلى أهمية التطبيق الشديد للاستراتيجية الوطنية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التي تغطي السنوات الخمس المقبلة وتتركّز في ثلاثة محاور رئيسية، الأول يتمثل في رفع حجم مساهمة قطاعي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الناتج المحلي الإجمالي إلى 15% بنهاية العام 2011، ورفع نسبة انتشار استخدام الانترنت في المملكة إلى 50%، في حين يتركّز المحور الثالث على رفع حجم التوظيف المباشر في القطاع إلى 35 ألف وظيفة، فضلاً عن الوظائف غير المباشرة.

الاستراتيجية الجديدة التي أطلقت ضمن فعاليات منتدى الأردن للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هي الثانية لقطاع تكنولوجيا المعلومات في المملكة، بعد مبادرة «ريتش» (Reach) الخمسية التي أطلقت في العام 1999 بتوصية من جلالة الملك.

الشريك الإداري في شركة اسكدنيا ضحى عبد الخالق ترى أن عام 2007 كان مفصليا في إطلاق عدة مبادرات مهمة في مجال التدريب والتعليم وتأهيل الموارد البشرية للنهوض بقطاع التكنولوجيا مثل برنامج التدريب في الجامعات وفتح مكاتب الإرشاد المهني في الجامعات، خاصة أن 2007 كان العام الذي «اضطلعت فيه وزارة العمل بدور رئيس في التدريب والتشغيل والخروج بحلول مبتكرة لحل مشكلة البطالة في القطاعات المختلفة ومنها قطاع تقنية المعلومات.»

عبد الخالق تأمل أن يشهد 2008 توقفا لهجرة الموارد البشرية المؤهلة إلى الخارج وتعاونا اكبر بين الشركات والحكومة في التدريب والتأهيل ورفع سوية العاملين في القطاع.» على صعيد الانترنت، كان العام 2007 برأي خبراء ومستخدمين عام نضج التجربة التدوينية في الأردن والتي بدأت عام 2006. هذا العام شهد انتشاراً واسعاً للمدونات وبروز عدد من الكتاب على شبكة الانترنت وتأسيس العديد من المواقع الالكترونية الخاصة بالتدوين مثل www.jordanblogs.net وwww.qwaider.net فضلا عن استمرار مواقع متميزة أخرى مثل www.itoot.net .2007 .كما شهد 2007 تأسيس الأردن لموقع www.ikbis.com والذي يعتبره كثيرون youtube العالم العربي خاصة انه يتميز بواجهة عربية «صديقة للمستخدم».

مدير موقع البحث العربي www.araby.com عصام بايزيدي يلحظ نمواً سريعاً في عدد الصفحات العربية على الانترنت وبنسبة 60% حيث كان عدد الصفحات في 2006 يقدر بـ 70 إلى 100 مليون صفحة. بايزيدي يقدر أن عدد الصفحات العربية على الانترنت نما إلى 170 مليون صفحة مع نهاية 2007.

على صعيد محلي سياسي، صنعت المواقع الإخبارية الأردنية والمدونات حضوراً لافتاً في الانتخابات النيابية، إذ لجأ إليها الكثيرون لمعرفة النتائج حال إعلانها في مراكز الفرز. موقع عمون الإخباري، موقع عمان نت، وموقع وكالة الإنباء الأردنية بترا، شهدت ارتفاعاً غير مسبوق في عدد الزوار في الساعات القليلة التي تبعت عمليات الفرز حول المملكة.

ورغم وعود حكومية برفع نسبة انتشار الانترنت لتشمل 50% من الأردنيين مع العام 2011 إلا أن المؤشرات الحالية لا تنبئ بقدرة الحكومة على الوفاء بوعودها خاصة مع ارتفاع كلفة الاتصال بالانترنت.

بايزيدي يشير إلى ضرورة أن يشهد عام 2008 خفضاً لكلفة الاتصال وتحسيناً لنوعيتها حيث لا تتجاوز سرعة التحميل 2 ميجا/ثانية فيما تتوافر في عدة بلدان مجاورة أبرزها مصر والسعودية سرعات اتصال تقدرب 8ميجا/ثانية.

لكن أبرز ما ميز 2007 على صعيد الاتصال بالإنترنت كان تمكن شركة أمنية من كسر «احتكار» شركة الاتصالات الأردنية في تقديم خدمة الاتصال عريض النطاق أو ما يسمى بـ «البرودباند – إنترنت» التي كانت تمتلك البنية التحتية الوحيدة لتمديد خطوط ADSL في المملكة، حيث أطلقت أمنية لأول مرة في الأردن خدمات الـ WiMAX ضمن حزم نقل متعددة وتحت اسم UMAX.

التكنولوجيا في العام 2007: انتشار بطيء للكمبيوترات والإنترنت.. والإعلام الرقمي في الواجهة – علا فرواتي
 
27-Dec-2007
 
العدد 7