العدد 47 - حريات
 

السّجل - خاص

«غنّي عن حبّك بالعربي.. صرّخ عن غضبك بالعربي.

خبّر عن أهلك عن شعبك.

بالعربي أنا مثلية..

كم عربي بيحترم المشاعر اللي بين السطور وبيقدر يفهمني، أو عالأقل ما يحكم عليي من كلمة؟".

بهذه الكلمات عبّرت كاترين من سورية، عن غضبها من "الصورة النمطية" التي ارتبطت بالنساء المثليات في العالم العربي. كلماتها لم تُنشر على مدونة خاصة أو على موقع خاص بها، بل ضمن جهد تمخّضت عنه في منتصف أيلول/ سبتمبر الفائت، صحيفة إلكترونية للمثليات، ومتشهيات الجنسين، والمتحولات جنسياً في العالم العربي.

مجلة "بخصوص"، التي تنشر هيئة تحريرها مقالات باللغتين العربية والإنجليزية، اتخذت من بيروت مركزا لها، ويضم طاقم عملها 13 شخصاً.

الصحيفة فصلية، وتصدر عن منظمة أطلقت على نفسها اسم "ميم".

عن ميم يقول موقعها: "في ٤ آب/ أغسطس ٢٠٠٧، اجتمعت ٣٩ امرأة في الحمرا في بيروت، وقررن إنشاء مجموعة لدعم المثليات في لبنان. اليوم وبعد سنة نحتفل بعيد ميم ونكاد لا نصدق ما استطعنا إنجازه في هذا الوقت القصير. نراكم في السنة المقبلة مع المزيد من المشاريع والإنجازات. ينعاد عليكن وعقبال الميي!".

"ميم" اختصار لعبارة "مجموعة مؤازرة المرأة المثلية"، وشعار الجمعية هو الحرف "ميم" مع شعار المرأة.

تقوم "ميم" بنشاطات في أنحاء الوطن العربي. «منسقات» المجموعة قمن برحلات إلى وادي البقاع بلبنان، حيث أقمن خلوة لثلاثة أيام، أطلقن بعدها «نادي الكتاب» وفق خبر نشره الموقع.

يقول الموقع: «في سعينا الدائم لدعم المثليات في المدن العربية، قامت ميم برحلة إلى القاهرة لتجتمع بعدد من النساء المثليات اللواتي شاركن بقصصهن وتجاربهن. كما أقامت (ميم) حلقات للتفكير بخطط من أجل إنشاء فريق دعم دائم وآمن للنساء المثليات في القاهرة». من نشاطات «ميم» المتواصلة، ورشات عمل «لتطوير قدرات الناشطات»، تعقد مساء كل أربعاء.

افتتاحية العدد جاءت بعنوان «المتحولون جنسياً على شاشات التلفزة». الكاتبة نادز تؤكد في الافتتاحية أن قنوات التلفزة اللبنانية تبث برامج عن حياة المتحولات جنسياً، لتصويرهن على أنهن «غرباء عن الطبيعة» لزيادة نسبة المشاهدين فحسب.

«جين»، محررة «بخصوص» قالت في مقابلة أجراها معها موقع «منصات» إن لديها «كتّاباً يشاركون بمقالات في كل عدد».

لأسباب أمنية وشخصية، يختار أغلبية المتعاونين مع «بخصوص»، وحتى أسرة التحرير، الكتابة بأسماء مستعارة، أو بأسمائهم الأولى فقط، بحسب الموقع.

اختيار اسم «بخصوص» جاء بحسب جين لأن هذه كلمة «تُستخدم في المجتمع المثلي، ثم اعتمدها الجميع». تقول جين: «كنا نقول: بخصوص هذا، بخصوص ذاك. وبما أن كل قضية ترتكز على موضوع مختلف، ارتأينا أن كلمة (بخصوص) تناسب الجميع».

ذكر تحقيق «منصات» أن جمعية «ميم» اتسعت بعد عام على تأسيسها، لتضم 243 عضواً على لائحة بريدها، لكنها تبقى مجموعة مغلقة، حيث تخضع المنتميات الجدد لإجراءات «فحص» خاصة قبل قبول عضويتهن.

التعليقات على «بخصوص» و«ميم» لم تكن إيجابية. تعليق يقول: «شر البلية ما يضحك. الأفضل لكم تأسيس جمعية أو بالأحرى عيادة لمساعدتكم على الانخراط في الحياة الطبيعية».

وجاء في رسالة أخرى: «أنتن مقرفات. ابقين مختبئات حتى تتعفنَّ وتمتن. والأسوأ في الأمر أنكن تردن الزواج من بعضكن بعضاً وتبني الأطفال. أنتن تثرن قرف الطبيعة...».

لكن جين تصرح لـ«منصات»: «لا نرد على هذه الرسائل عادة. هذا ما يؤكد حاجتنا إلى صحيفة مثل (بخصوص). علينا أن نؤكد للناس أننا لسنا حيوانات».

مثليات عربيات يُطلقن صحيفة إلكترونية
 
16-Oct-2008
 
العدد 47