العدد 47 - علوم وتكنولوجيا
 

بينما يستمتع الشباب المراهق في بريطانيا بلعبة «مذبحة المسلمين»، تستعر حربٌ إلكترونية بين «المسلمين السنّة» و«المسلمين الشيعة» على شبكة الإنترنت. هذه الحرب تتمثل في تعطيل مواقع رئيسية يشرف عليها مواطنون وشركات من كلتا الفئتين.

آخر المواقع التي تعرضت لهجوم هو "www.alarabiya.net". فقد منعَ قراصنةٌ الوصولَ إلى صفحته الرئيسة، حسب ما أكد رئيس تحرير الموقع، عمار بكار، السبت 11/10/2008. علما أن الموقع انتقل إلى عنوان رديف مؤقت هو www.alarabiya.tv.

وكان المخترقون تركوا رسالة على الصفحة الرئيسة للموقع تتحدث عن نيتهم شنَّ حرب على "المواقع السنّية" إن استمر اختراق المواقع الشيعية.

جاء في النص الذي كُتب باللغتين العربية والإنجليزية: "تحذير مهم.. إن استمرت الاختراقات على المواقع الشيعية من بعد هذا فلن يسلم أي موقع من مواقعكم وشبكاتكم". وحملت الرسالة صورة للعلم الإسرائيلي محترقاً، وأورد المخترقون في أسفلها قائمة بأكثر من 100 موقع إسلامي سنّي، قالوا إنها تم اختراقها، من بينها موقع رئيس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية الشيخ الراحل عبد العزيز بن باز. وجاء موقع "العربية.نت" على رأس هذه القائمة.

بعد ساعات من عملية الاختراق قام "القراصنة" باستبدال صفحة تحمل صورة لفهد مرقط، بالصفحة التي تحمل تحذيرا. وذيِّلت بأسماء مستعارة للذين قاموا بهذا العمل، دون أن تحمل الصفحة أية رسالة تحذيرية، ودون أن تحمل طابعا دينيّا.

خبير التكنولوجيا وتصميم المواقع الإلكترونية عمار إبراهيم، يقول إن هذا النوع من الحروب الإلكترونية شائع جداً، وما يميزه هو عدم الحاجة إلى جهة منظمة وراءه لتنفيذه، فمن الممكن أن يقوم به أي شخص.

ويضيف: "أي شخص لديه موقف من جهة معينة بإمكانه القيام بذلك، وربما يكون عضوا في مجموعة، أو وربما يتصرف بشكل فردي على هواه، متخذاً من القرصنة وسيلة للتعبير عن الرأي".

إبراهيم يرى أن أي مصمم مهما كانت خبرته، قد يقع في أخطاء عند تصميم الموقع، ما يسهّل عمل القراصنة في اختراقه.

وفقاً للخبير، يحتاج المصمم إلى خبرة واسعة في تصميم المواقع الإلكترونية للتمكن من مراعاة الجوانب الأمنية، لكن هذه المهمة تبدو صعبة بوجود الكثير من البرامج مفتوحة المصدر التي يمكن اختراقها إذا لم يقم مستخدموها بتحديثها بشكل مستمر.

كانت الأسابيع الماضية شهدت عمليات اختراق متبادلة لمواقع سُنّية وشيعية، بدأت بإعلان مجموعة مجهولة من المخترقين تعطيل نحو 300 موقع ديني شيعي، من بينها موقع المرجع الأعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني، أعقب ذلك هجمات مقابلة على عدد كبير من المواقع الدينية السنّية، من بينها موقع الشيخ عبد العزيز بن باز، وموقع "نداء الإسلام" التابع للشيخ عائض القرني، الذي تعرض لتخريب كامل، وفقد كل محتواه.

كما دمّرَ قراصنة يُتوقَّع أنهم شيعة، موقع "الإسلام اليوم"، وموقعاً آخر يعنى بعلوم السنّة النبوية، في حملة تأتي ردا على حملة مماثلة قادها قراصنة سُنّة على مواقع إلكترونية شيعية.

ورسم القراصنة العلَمَ الإيراني على وجه شخص غير معروف، وتصدّرت صفحة الموقع الآيةُ القرآنية "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"، باللغتين العربية والفارسية؛ في إشارة إلى أن هذه الحملة تأتي من منطلق "رد الفعل".

وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن القراصنة وضعوا على المواقع الإلكترونية المدمَّرة، العلَم الإسرائيلي مقسوماً إلى نصفين، بجانب صورة للخليج العربي، كُتب عليها "الخليج الفارسي"، كما رُسم على الوجنة اليمنى للوجه الملون بألوان العلم الإيراني، شعار قريب الشبه من شعار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تنتقد عدم تعاون طهران معها في ملفها النووي.

ضحاياها مواقع سُنّية وشيعية: حملات قرصنة إلكترونية للتعبير عن مواقف دينية
 
16-Oct-2008
 
العدد 47