العدد 7 - كاتب / قارئ
 

حروب ومعارك لا يصلنا منها الا كل ما هو مؤلم ومرير من دموع وفراق احباب وتشرد وضياع للهوية والمستقبل لأطفال المخيمات الفلسطينية.

المتتبع لطبيعة الحياة التى يحياها اهالي المخيمات في معظم الدول العربية التى وجد الفلسطينيون فيها ملاذا أمنا للهروب من الدمار والموت، يجدهم يعيشون في منازل عباره عن صناديق متقاربة معظمها لا تدخله أشعة الشمس.

الساكن في تلك المخيمات أشخاص حلموا بغد أفضل في موئلهم المؤقت، ولكن بقيت في قلوبهم رغبة في العودة إلى وطنهم، ولكن العالم لم يحرك ساكنا امام كل العذابات المتلاحقة للشعب الفلسطيني. غير أن ما يقلقهم هو المستقبل المجهول الذي ينتظر أطفالا تفتحت أعينهم على منزل مؤقت، وعلى جار ربما يرحل قريبا، وعلى مدرسة مؤقتة ربما تزول غدا، مدرسه مخصصة للاجئين فقط.

وتزداد الصورة قتامة عندما يخرج من قوقعة المخيم الى المدن الاخرى ليتعلم ويثقف نفسه في جامعات البلد التى وجد نفسه تحت سمائها منذ اول يوم له في الحياة، وهنا تبدأ عملية التعارف مع الطبقات الاخرى في المجتمع او مع الموطن الاصلي فيوجه له سؤال متوقع من اين انت؟. فيقول وكما تعلم سابقا “فلسطيني”. وأين تعيش؟. فيقول “في منزل صنعه والدي بتعب وجهد على ارض ليست لنا انما سمح لنا بالعيش عليها الى حين ميسرة.. أعيش في المخيم”.

حين يرى الأسئلة الكثيرة في أعين الأصدقاء الجدد، تنطلق أسئلة جديدة في داخله: “ما العيب في ان اكون ابن مخيم طالما أعيش وأفكر وأشعر وأحب واكره كغيري من البشر؟”.

ما صنعته الحرب قديما لم تنتهي آثاره حتى اليوم، فالفلسطيني ما يزال يعيش حياة اللجوء مع إشراقة كل شمس. وما يزال يحلم في يوم يصحو فيه على رائحة القهوة ونسمات تحمل عبق الياسمين ورائحة خبز صنعته امه بيديها في بلده الحبيب فلسطين.

مروه عبد الهادي

أطفال المخيمات – مروة عبد الهادي
 
27-Dec-2007
 
العدد 7