العدد 47 - حتى باب الدار
 

من أسرار نجاح كلوب باشا واستمراره لزمن طويل في بلادنا، أنه أتقن شتى مناحي ثقافة الناس الذين يتعامل معهم وذلك بعد تجربة طويلة في العراق والأردن..مكنته من الاندماج والتفاعل مع الناس الذين يجالسهم.

يروي شهود عيان أو على الأغلب «شهود آذان»، أن كلوب في جلساته المشتركة مع المواطنين، كان أحياناً يفاجئ الحضور بالضرب خلف إحدى أذنيه والقبض على «قملة مزعومة» وسحبها للأمام ثم «قصعها» بين أظفري الإبهامين، وذلك وسط إعجاب الجمهور من «تواضع» هذا الأجنبي الذي ضحى بالعيش في المجتمع المخملي بلاده، كي يعيش في هذا المجتمع «المقملي» في بلادنا.

ليست حركة سحب القملة و«قصعها» أمراً سهلاً على الإطلاق، ويتطلب إتقانها وتلبية مواصفاتها، انغماساً عميقاً في الثقافة المحلية، وبالنسبة للمواطن ابن الثقافة ذاتها فإن هذه المهارة لا تتحقق إلا بعد مراس طويل، يبدأ منذ نعومة الأظفار رغم أن الأظفار الناعمة لا تقوى على «القصع».

لنتفاءل ونحن نقيم هذه الحكاية وننظر إلى نصف الكأس الممتلئ..

غازي الأمس كان يعرف أن عليه احترام وتفهم ثقافات المجتمع والبلد الذي يغزوه، بينما غازي الديار العربية اليوم يطلب الانسجام مع ثقافته، علماً بأنه لم يعد مطلوباً منه العيش في مجتمع «مقملي».

قمل بلا صيبان
 
16-Oct-2008
 
العدد 47