العدد 46 - حتى باب الدار
 

أحمد أبو خليل

قبل أيام أعلنت إحدى الجهات المعنية بالإعلان عن ارتفاع عدد الإصابات بداء الكلب في الأردن ،بنسبة تزيد عن 14 ضعفاً نتيجة ارتفاع عدد حالات التعرض للعقر من قبل الكلاب بنسبة تزيد عن 50 بالمئة خلال السنوات الأربع الماضية.

أخشى أن يكون وقع التباس في الإحصاء المذكور، نتيجة احتمال الخلط بين أعداد الناس المصابين بداء الكلب بسبب تعرضهم الفعلي للعقر من الكلاب، وبين الناس الذين انحدر مستوى معيشتهم الى مستوى «عيشة الكلاب».

لكن حتى لو وقع هذا الالتباس فعلاً، فليس هناك داع للقلق، فقد كشفت دراسة علمية قبل نحو أربع سنوات عن أن الكلب هو أقرب كائن حي للإنسان، حيث يشترك معه في كثير من عناصر الخريطة الوراثية، وهو ما كان يفترض أن يقود الى تغيير جوهري في دلالات عبارة «مثل عيشة الكلاب»، لأنها ستصبح مساوية ومعادِلة في المعنى لعبارة «هَوْ هَوْ هَوْهاوْ هَوْ» والتي تعني في لغة الكلاب «مثل عيشة بني آدم»، وهي العبارة التي يحتمل أن أصدقاءنا في مجتمع الكلاب شرعوا في تداولها ،بعد صدور تلك الدراسة وبعد الاطلاع عن قرب على حياة «بني آدم».

أدعو فعلاً الى التصالح مع عالم الكلاب، والى التمييز الواضح بـين مَن يعقره «كلب شيخ» الذي هو حكماً وبالضرورة «شيخ الكلاب»، وبـين مَن يعقره «هامل الكلاب» الذي -حسب مثل شعبي غير مشهور- يشترك مع «هامل الرجال» في أن كليهما لا يستحقان أن تحويهما دار.

يا بَعد “كلبي”
 
09-Oct-2008
 
العدد 46