العدد 46 - حتى باب الدار
 

إلى عهد قريب كان الرمثاوي السعيد، هو من إذا سألته عن أحواله قال لك: "الحمد لله، لا الحمار في الجمرك ولا "الـمَرَه زعلانة".

والأمر هنا بحاجة لبعض التفسير، فالإجابة تعني أن اقتصاد الرمثاوي آنذاك كان يعتمد في بعض جوانبه على التهريب الذي كان يتم على ظهور الحمير أحياناً، وعندما تفشل عملية التهريب كان يتم حجز الحمار وحمولته في الجمرك، ومن هنا الحديث عن أن الحمار ليس في الجمرك.

وإذا حولنا إجابة ذلك الرمثاوي السعيد إلى لغة اليوم ،فإننا نقول إن سعادته مصدرها استقرار اقتصاده (أي حماره) من حيث إطلاق كافة موارده المتاحة واستخدامها الأمثل وعدم تعطيلها مما يوفر حالة من النمو الاقتصادي. أما الزوجة غير الزعلانة فدلالة على استقرار البيت الداخلي وخلوه من الصراعات والاحتقانات، مما يصب في النهاية في سلامة الوضع الاقتصادي، ويعطي في المحصلة مؤشرات حقيقية على الازدهار والنمو.

إذا عممنا هذا الكلام على حال البلد كله الآن، فربما نكتشف أن حماره في الجمرك وزوجته زعلانة!.

فالاقتصاد الأردني في جمرك الصندوق والبنك الدوليين منذ حوالي عقدين، وهو الآن في جمرك التجارة الحرة وجمرك التوجهات الليبرالية الجديدة، وسياسياً تقع البلد في جمرك عملية السلام واستحقاقاتها واستحقاقات السياسة الأميركية. أما البيت الداخلي، فالتوتر والقلق على المستقبل وصل حداً قياسياً، سواء على صعيد الأشخاص أو الأسر أو مختلف الفئات والطبقات الاجتماعية، وكل منا لديه الكثير ليقوله في هذا المجال.

يضاف الى ذلك أن "زعل الزوجة" في مراحله الأولى يكون أقرب إلى الطقس الفلكلوري تمارسه الزوجة من قبيل اختبار "معزتها" عند زوجها وعادة ما ينتهي بجاهة بسيطة، لكنه بعد عدة جولات يتحول إلى صدام محتوم لا تنفع معه حتى الجاهات الكبرى، وكذلك الأمر على صعيد الوطن كله، إذ يبدو أن الصلحات والجاهات ومظاهر الأخذ بالخواطر وجبرها التي تجري بين الفينة والأخرى أخذت تفقد جدواها، والله أعلم!.

البيت الداخلي
 
09-Oct-2008
 
العدد 46