العدد 46 - اعلامي | ||||||||||||||
خمسة أيام فصلت بين أربع إرادات ملكية، قضت الأولى بقبول استقالة باسم عوض الله من رئاسة الديوان الملكي، والثانية بتعيين أيمن الصفدي مستشاراً للملك براتب ورتبة وزير، وبعد مضي خمسة أيام قضت إرادة ملكية ثالثة بتعيين ناصر اللوزي رئيساً للديوان الملكي، والرابعة بقبول استقالة أمجد العضايلة مدير إدارة إعلام الديوان. القراران الأول والثاني صدرا يوم الاثنين 29 أيلول/ سبتمبر الماضي، بينما صدر الأخيران في 4 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري. اليوميات نشرت خبر استقالة عوض الله وتعيين الصفدي في أعدادها الصادرة أول أيام عيد الفطر الذي صادف الثلاثاء 30 /9، فيما تم نشر خبر تعيين اللوزي وقبول استقالة العضايلة في الأعداد الصادرة بعد انتهاء عطلة العيد مباشرة. كانت الصحف اليومية احتجبت عن الصدور أيام الأربعاء 1/10 والخميس 2/10 والجمعة 3/10، لتعاود الصدور يوم السبت 4/10. الخبران وردا لليوميات عبر وكالة الأنباء الرسمية بترا، بيد أن طريقة تعامل كل منها معهما كان مختلفاً بشكل لافت، ويسجَّل أن خبر استقالة عوض الله وتعيين الصفدي لم يحظيا بتعليق من كتّاب الأعمدة والمحللين، لاحتجاب الصحف، الأمر الذي شكل انطباعاً بوجود رغبة من أطراف عدة بطي الصفحة وعدم التعليق على تلك الحقبة. وكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس) التي ترأس مكتبها في عمّان صحفية تعدّ من أشدّ مناوئي عوض الله، هي الزميلة رندة حبيب، لم تكن سباقة في بث خبر الاستقالة كما جرت عليها عادة الوكالة عبر سنوات، من خلال سْبقها في بث أخبار التعديلات الوزارية أو استقالات الحكومات أو كبار المسؤولين. اليوميات تعاملت مع خبرَي بترا قبل العيد وبعده بالشكل نفسه الذي ورد إليها، غير أن بعضها توسّعَ في سرد السيرة الذاتية لكل من عوض الله والصفدي، واللوزي لاحقاً. واختلفت الصحف في طريقة عرض الخبر ومكانه وبنطه وحجمه واختيار عناوينه. صحيفة "الغد" أفردت للخبر أربعة أعمدة رئيسية على يمين صفحتها الأولى، وصنفته بذلك كخبر أول لها، وجاء في عنوانها الفرعي: "الصفدي مستشاراً لجلالة الملك.. استقالة عوض الله من رئاسة الديوان". في الصفحات الداخلية نشرت الصحيفة نص رسالة الملك لعوض الله، وفي كادر آخر وضعت نص استقالة عوض الله مع صورة له، وفي كادر آخر وضعت خبر تكليف الصفدي مع صورة. "العرب اليوم" نشرت الخبر في وسط صفحتها الأولى مع عنوان يشبه كثيراً عنوان "الغد"، وفي صفحتها الرابعة وضعت نص الاستقالة ورسالة الملك لعوض الله، وخبراً آخر عن تكليف الصفدي مستشاراً للملك. أما يومية "الدستور" فقد وضعت الخبر في الصف الثاني من صفحتها الأولى، أي انه كان الثالث من حيث الأهمية، وأفردت جزءاً من رسالة الملك لعوض الله والتي جاء فيها: "عرفتك شاباً متحمساً للعمل والعطاء". الصحيفة وضعت نص الاستقالة ورسالة الملك في صفحتها الثانية، فيما وضعت خبراً صغيراً عن تكليف الصفدي في "بطن" خبر استقالة عوض الله على الصفحة الأولى. بدورها، وضعت "الرأي" الخبر في صدر صفحتها الأولى، كما فعلت "الغد"، مع صورتين لكل من عوض الله والصفدي، وفي الصفحة الثالثة أوردت نص الاستقالة ورسالة الملك لعوض الله. الصحف اليومية نشرت خبر تكليف ناصر اللوزي برئاسة الديوان الملكي في أعدادها الصادرة يوم الأحد الفائت، والتقت صحف "الرأي" و"العرب اليوم" و"الدستور" في تناول الخبر على صفحاتها الأولى مع صورة للّوزي، إضافة إلى شرح مسهب في الصفحات الداخلية. وتميزت "العرب اليوم" بمقالة ترحيبية باللوزي كتبها فهد الخيطان. أما "الغد"، فقد وضعت الخبر على عمود واحد فقط، احتل خبر تكليف الزميل موسى برهومة برئاسة تحرير الصحيفة ثلاثة أعمدة إلى جانبه. المفارقة أن خبر تكليف رئيس الديوان كان من دون صورة للّوزي، فيما تضمّنَ خبر تكليف رئيس التحرير صورة لبرهومة.
** متابعة إعلامية واسعة ومتباينة لخطاب العرش فيما احتل خطاب العرش الذي افتتح به الملك أعمال الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة الخامس عشر يوم الأحد 5/10 صدرَ الصفحات الأولى في اليوميات، غابت المتابعة عما ورد فيه من فقرات حول الإعلام، باستثناء متابعة قامت بها يومية «الغد» في اليوم نفسه من إلقاء الخطاب. اليوميات أفردت جزءاً كبيراً من صفحاتها الأولى للخطاب، واقتطفت عناوين أساسية منه، كما خصصت من ثلاث إلى أربع صفحات داخلية، تضمنت نصه الكامل، ووقائع جلستَي النواب والأعيان، وردود أفعال لمراقبين ومتابعين، وتحليلات إخبارية. «الدستور» وضعت صورة رئيسية لأعضاء مجلس الأمة تتوسطها صورة للملك وهو يلقي خطاب العرش على ثمان أعمدة، وعنوانَين رئيسيَين وثالث فرعي. جاء في العنوان الرئيسي الأول: «الملك: الأردن بسير في الطريق الصحيح باتجاه نهضة شاملة»، وفي الثاني: «زيادة الرواتب مطلع العام المقبل ورفع الحد الأدنى للاجور». الصحيفة نفسها ضمت سبعة اقتباسات فرعية تحت الصورة الرئيسية، فيما كتب المحلل الاقتصادي للصحيفة تحليلاً إخبارياً بعنوان «الأردن المزدهر كما يريده الملك». الاقتباسات الفرعية في «الدستور» ركزت في معظمها على الشأن الاقتصادي، باستثناء اثنين: الأول حول الصحافة ودورها وآلية تشكيل الرأي العام، والثاني حول دعم «الأشقاء الفلسطينيين» للوصول إلى دولتهم. «الدستور» أفردت للخطاب الصفحتين الثانية والثالثة، ضمنتهما ثماني صور من الافتتاح، كان من بينها دخول الملك لمجلس الأمة، وأخرى له أثناء إلقاء الخطاب، وثالثة لدخول الملكة إلى مبنى مجلس الأمة، وأخرى للأمراء ومستشاري الملك، إضافة إلى صورة مصافحة الملك لرئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري إبان مصافحته للأعيان والنواب. الصحيفة نفسها أفردت صفحتين أخريين لجلستي الأعيان والنواب، ومتابعة ما جاء في الخطاب من مضامين اقتصادية واجتماعية، بيد أن متابعتها للمضامين الإعلامية في الخطاب غابت، حالها حال يوميتَي «الرأي» و«العرب اليوم». «العرب اليوم» أفردت لخطاب العرش النصف الأعلى من صفحتها الأولى، ضمنته صورة على أربعة أعمدة للملك أثناء دخوله مبنى مجلس الأمة، وعنواناً رئيسياً حول الرواتب والحد الأدنى للأجور جاء فيه: «الملك: زيادة الرواتب العام المقبل ورفع الحد الادنى للأجور». الصحيفة اختارت ثلاثة عناوين فرعية من الخطاب دارت جميعها حول الوضع التنموي والاقتصادي والاجتماعي، فيما وضعت على يسار الصورة خبراً حول فوز عبد الهادي المجالي برئاسة مجلس النواب للمرة التاسعة. الصحيفة أفردت للخطاب صفحتها السادسة مع صورتين، فيما خصصت السابعة لجلسة مجلس النواب مع خمس صور، واقتطعت نصف صفحتها الثامنة لرصد ردود الفعل على الخطاب من شخصيات سياسية واقتصادية ونقابية. الردود وردت للصحف اليومية من وكالة بترا. «الرأي» تعاملت مع خطاب العرش بشكل مختلف عن بقية اليوميات، فقد خصصت نصف صفحتها الأولى لعناوين أساسية من الخطاب دون أي نَص خَبري، إضافة إلى صورة للملك على ثلاثة أعمدة، وحملت زاوية «رأينا» تعليقاً عما جاء في الخطاب بعنوان «خطاب العرش السامي: خطة عمل طموحة وإشارة لاستكمال مشوار الإصلاح والتنمية». «الرأي» وضعت عنواناً رئيسياً اتفقت فيه بالكامل مع يومية «العرب اليوم»، بينما بلغ عدد العناوين الفرعية 12 عنواناً، 11 عنواناً ذات صلة بالشأنَين الاقتصادي والاجتماعي، وعنواناً واحداً يتعلق بما جاء في الخطاب من حديث حول الإعلام. خصصت «الرأي» صفحتها الثانية لخطاب العرش نصاً، والثالثة لجلستي الأعيان والنواب، وتعليقات السياسيين عما جاء في الخطاب من فقرات وإضاءات حول مفاصل شتى. يومية «الغد» خصصت النصف الأعلى لصفحتها الأولى للخطاب، مع تضمينه ما جرى في انتخابات المكتب الدائم لمجلس النواب، واكتفت الصحيفة بعنوانين، الأول فرعي، والآخر رئيسي قالت فيه «الملك: الأردن في الطريق الصحيح والحكومة ملزمة بتحسين الظروف المعيشية». الصحيفة وضعت صورة للملك على أربعة أعمدة في وسط الصفحة. الصحيفة خصصت ثلاث صفحات للخطاب ومتابعته، فأوردت في صفحتها السادسة نصه مع ثلاث صور، وعدد من العناوين الفرعية، وفي السابعة خبراً عن جلسة النواب تضمن تحليلاً لمحللها البرلماني حول انتخابات المكتب الدائم وكسر الإسلاميين احتكارَ كتلتي «الإخاء» و»التيار الوطني» للمواقع فيه، فضلاً عن متابعة موسعة لما ورد في الخطاب بشأن الإعلام، وأخرى حول الحد الأدنى للأجور، وتصريحات لوزير العمل باسم السالم بشأنها، وثالثة حول ما جاء في الخطاب بشأن القضاء وضمان استقلاليته. الصفحة الثامنة خصصتها الصحيفة لتحليل إخباري لم يحمل اسم كاتبه بعنوان «بوصلة الملك.. الاقتصاد وشبكات أمان الفقراء»، ومتابعة لما ورد في الخطاب حول الشأن العراقي وما قاله سياسيون عراقيون بشأنه، وأخرى حول الأقاليم وإحياء فكرتها. الملك تناول في فقرتين من الخطاب الشأن الإعلامي، فدعا الإعلام الوطني بمؤسساته وأفراده إلى المساهمة الأساسية والفاعلة في ترسيخ ثقافة الديمقراطية، واعتماد الحوار وسيلة للتواصل الحضاري، وتعظيم المشاركة الشعبية انطلاقاً من أن الإعلام هو عين الناس على الحقيقة، وركيزة من ركائز المجتمع الديمقراطي. وأشار الملك إلى أهمية «التمسك بمبادئ المهنية والموضوعية للحفاظ على التوازن الضروري بين الحريات الصحافية والحقوق الشخصية»، وقال إن ذلك لا بد أن يقابله «الارتقاء في مستوى النقد والجرأة والطموح والتعليق، ارتقاء في سبل البحث والتحليل»، انطلاقاً من أن «الصحافة مهنة رفيعة هدفها الحفاظ على المصلحة العامة وخير المجتمع وتشكيل الرأي العام بعيداً عن التضليل، وتحويل الرأي الشخصي إلى حقيقة عامة». نقيب الصحفيين عبد الوهاب زغيلات يضع مسؤولية ما يحدث في الساحة السياسية «ليس على الصحفيين فحسب، بل على الحكومة، بسبب عدم سعيها في توفير المعلومات اللازمة من أجل تطبيق رؤية الملك». زغيلات يرى أن خطاب الملك كان واضحاً، ويعظّم إنجازات الإعلام، «على قاعدة أن الدور المطلوب من الإعلام أكبر مما يتوقعه الآخرون». |
|
|||||||||||||