العدد 1 - ثقافي | ||||||||||||||
عاد مهرجان نقاط لقاء بزيارة ثالثة إلى عمّان في أوّل التشرين ثاني، ويتنوّع فيما يقدّمه من فنون معاصرة. و"نقاط لقاء 5 – عمّان"، هو الفرع المحلّيّ من المُظاهرة الفنيّة العالميّة، "نقاط لقاء "5، ويتولّى تنظيمه "مكان" ويدعمه المركز الثقافي الفرنسي ومعهد غوته-عمّان، وأمانة عمّان الكبرى. ويتألّف "نقاط لقاء 5 العالميّ" هذا العام، الذي تشرف على إقامته المديرة الفنيّة فري لايسن، من 100 فنان وفنانة من المنطقة العربيّة والعالم، ويمتد طوال ثلاثة أشهر ويقدّم 40 معرضا و200 أداء فنيّ من شتى ضروب الفنون المعاصرة في تسع مدن عربيّة ومدينتين أوروبيتين: عمّان ودمشق وبيروت والقاهرة والإسكندريّة والمنيا والرباط وتونس ورام الله وبرلين وبروكسل.
أسس مشروعَ "نقاط لقاء" صندوق "شباب المسرح العربي"، وهو مؤسسة معنيّة بالترويج للفن العربيّ المعاصر من مختلف أنواعه في بروكسل، عام2003. وينظّم الصندوق هذه الفعاليّة ككل، وتدعمها عدّة مؤسسات هي المفوضية الأوروبية في دمشق، ومعهد غوتة، ومجلس الفنون السويسري، ومؤسسة المجتمع المفتوح، ومؤسسة فورد، ومؤسسة سيدا السويديّة، والمؤسسة الثقافية الأوروبيّة.
في عام2003 ، أصبح "مكان"، وهو مساحة للتعبير والتبادل والإبداع للفنانين الشباب في عمّان، هو الشريك المحليّ الأوّل في تطوّر وتوسّع "نقاط لقاء". ومع حلول العام 2004، أصبح صندوق شباب المسرح العربي يُنظم فعاليّات فنيّة معاصرة بالتعاون مع مؤسسات ثقافيّة مستقلّة في مدن عربيّة أخرى مثل القاهرة والإسكندرية وتونس. الهدف الرئيس من هذه اللقاءات هو الترويج للفنانين والأعمال الفنيّة المعاصرة في المنطقة وتشجيع حركة وتنقّل هؤلاء الفنانين وهذه الأعمال بين دول المنطقة نحو تفعيل وتكوين علاقات بين العاملين في الفن والثقافة في مختلف الأماكن والأفراد والجماهير مما يُغني ويوسّع المشهد الفنّي في الدول المختلفة والمنطقة ككل.
تشارك هذا العام أربع فنانات أردنيّات في مهرجان" نقاط لقاء 5-عمّان"، ما بين 4 و11 تشرين الثاني. استجابت هذه الفنانات للأسئلة التي تتناول مدينة عمّان وتبحث في شعورهن وأفكارهن عن هذه المدينة، مدينتهن. تطوّرت أعمالهن جميعا على شكل مُداخلات متنوّعة في أماكن عامّة في المدينة. والمُداخلات العامّة هي أعمال فنيّة تُخاطب موضوعات تهمّ العامّة و/أو تُشرك العامّة فيها بشكل تفاعليّ كما تكون في أماكن عامّة غالباً.
- تُخاطب لينا صعوب، بمشروعها "عمّاني"، عبر لوحات إعلانيّة كبيرة في قلب مدينة عمّان، الانقسام في مدينة عمّان شرقا وغربا. تشير بذلك إلى الاختلافات في أسلوب المعيشة بين مختلف المجتمعات وتسلّط في الوقت ذاته الضوء على نقاط التشابه بينها.
- أمّا عريب طوقان، بمشروعها" هل يمكنك أن تراني :" مونولوج في الهواء، فتضع مجموعة من الأسهم باتّجاهات مختلفة على سطوح أبنية في المنطقة المتداخلة بين جبل اللويبدة ووسط البلد. تُخاطب بذلك، في حديث أحادي الطرف، الطائرات التي تطير فوق هذه السطوح وتتساءل من خلاله عن ملكيّة هذا الهواء.
- تتحدّث مها أبو عياش (سَعْدى) في" إعادة الدروب" عن الصراع والنزاع على المساحات العامّة مثل الشوارع بين المشاة، وهم ربّما أهل المساحة الأصليون ، وسائقو السيّارات. يتمثّل هذا العمل في طبعات لامعة وضخمة على شكل دعسات أحذية على إسفلت 34 شارعاً ينبع من وادي وسط البلد.
- في" ذاكرة خياليّة"، تطرح سمّاح حجّاوي موضوع الحالة المؤقّتة التي يعيشها العديدون في مدينة عمّان وذلك انتظارا وتطلّعا نحو وطن خياليّ تلوّنه ذكريات شوّشها الحنين ورسمتها الأحلام واحتماليّة الحياة الأفضل. تترك المجال في عمل فنيّ تفاعليّ عام أمام المشاركين اختيار الصور التي تكوّن بمجموعها صورة الوطن الحقيقيّ الخياليّ.
عدا عن الفنانات المحليّات، يأتي "نقاط لقاء 5 – عمّان" بعدد من الفعاليّات سينبض بها قلب مدينة عمّان لمدّة أسبوع. يفتتح المهرجان بأداء كاميليا جبران الموسيقيّ. ما يزال الكثيرون يتذكّرون الأمسية الرائعة، في نقاط لقاء 2003، التي غنّتها كاميليا بأسلوبها المُغاير المعاصر والتقنية الأدائيّة العالية من تركيب وتهديم وإعادة تركيب للكلمات والألحان تروي من خلالها رحلتها الموسيقيّة من فلسطين إلى باريس ومن الجرأة والحنين والتلميحات الحسيّة.
سينشغل كلّ من مسرح كليّة التراسنطة، ومسرح البلد، ودارة الفنون، و"مكان"، وشوارع مدينة عمّان وسطوح بيوتها، وموقف سيّارات فندق كراون، وسوق الخضار المركزي، ومقرّ الجمارك الأردنيّة، بالفعّاليّات المتنوّعة من عروض موسيقيّة وعروض أدائيّة وفيديو ورقص ومُداخلات عامّة قادمة من باريس والقاهرة وريو دي جانيرو ومرّاكش وتونس والدار البيضاء ورام الله وطنجة وبيروت ومن سويسرا وألمانيا.
أصبح مهرجان نقاط لقاء حَدَثاً فنيّاً ينمو كلّ مرّة يأتي بها إلى المدينة بفنّانيه ونشاطاته وبامتداده ليضمّ مدنا أكثر وقد توسّع هذه المرّة ليضمّ مدينتين أوروبيتين. يعمل مكان على مُشاركة الفنانين والفنانات من الأردن في هذه التجربة العالميّة. فيدعو الفنانين ويعمل معهم منذ بدايات الأفكار على تطويرها وتصميمها وتمويلها وإنتاجها. وبتركيز مكان هذه السنة على الأعمــال الفنيّة في الأمــاكن العـامّة دعـوةٌ للجمــاهيــر للمشاركة في المهرجــان مشـــاركة تفـاعـليّة. يأخذ مكان الفنّ إلى الشارع، وتستخدم الفنانات المُشاركات المساحات والأيقـونــات والأساليب العاديّة والتجاريّة والمألوفة في التعبير عن أفكارهنّ ومشاعرهن.
* ناشطة في الوسط الثقافي |
|
|||||||||||||