العدد 7 - ثقافي
 

كان، لثماني سنوات، نائباً للرئيس الأميركي بيل كلينتون، وخسر بعدها المنافسة على دخول البيت الأييض ضد جورج دبليو بوش. غير أن آل غور نال في 12 تشرين الأول الماضي جائزة نوبل للسلام، تقديراً لجهوده مع نشطاء آخرين في الحث على إجراءات أكثر صرامة لمكافحة التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري، وفي الدفاع عن البيئة. وتجسدت هذه الجهود في الفيلم الوثائقي «الحقيقة المزعجة» الذي فاز بجائزة الأوسكار. والموضوع الرئيسي للفيلم هو أن الأنشطة الإنسانية، وخاصة انبعاث ثاني أكسيد الكربون، تهدد البيئة الطبيعية للكرة الأرضية. والفيلم سجل سينمائي لسلسلة محاضرات مرئية ألقاها آل غور في جولاته حول الكارثة البيئية المقبلة. ويرى كثير من النقاد أن الرسالة التي يحاول آل غور نقلها في هذا الفيلم هي أن الاحترار الكوني أكثر خطورة من «القاعدة»، وأن الأميركيين، الذين أنهكتهم «الحرب على الإرهاب»، كانوا سعداء برؤية هذا التحول في اهتمام الناس العاديين والمسؤولين على حد سواء. كما أنه لم يعد في وسعنا أن ننظر إلى الاحترار الكوني بوصفه قضية سياسية – بل بوصفه من أكبر التحديات التي تواجه حضارتنا الكونية. ويضيف واحد من هؤلاء إن البشرية تجلس فوق قنبلة موقوتة. فلو أن الغالبية العظمى من علماء العالم على حق، فإن لدينا عشر سنوات فقط لتجنب كارثة عظمى يمكنها أن تضع كوكبنا كله في لجة دمار شامل يتضمن طقساً شاذاً، وفيضانات، وحالات جفاف، وأمراضاً سارية، وموجات مميتة من الحر القاتل الذي لا يشبه شيئاً عرفناه من قبل. ويقول الناقد الفني روجر إيبرت:

«إن آل غور يقف على المسرح أمام شاشة عملاقة أمام الجمهور. يقوم الفيلم على أساس خطاب استغرقه إعداده ست سنوات، وهو مرفق بإيضاحات بصرية درامية، ومنها صورة «إيرثرايز» الشهيرة التي أخذها من الفضاء أول رواد الفضاء الأميركيين. ثم يري سلسلة من الصور التي التقطت أخيرا للفضاء، والتي تظهر بوضوح أن الجليد والبحيرات تتقلص والثلوج تذوب والشواطيء تتراجع.

كما إنه يعرض إحصاءات: فأكثر عشر سنوات حرارة في التاريخ كانت بين السنوات الأربع عشرة الأخيرة، وفي العام الماضي شهدت أميركا الجنوبية إعصارها الأول، وتسجل اليابان والمحيط الهاديء أرقاماً قياسية في الفيضانات، وقد مر الإعصار كاترينا فوق فلوريدا وتضاعفت قوته فوق الخليج، فقد أخذ قوة إضافية من مياه الخليج الدافئة في صورة غير عادية، وارتفع من التصنيف 3 إلى التصنيف 5. وهنالك تغيرات في مجرى الخليج ومنبع المجري، ويظهر مركز القطب المتجمد أن ثاني أكسيد الكربون أعلى بكثير مما كان عليه من خلال ربع مليون سنة. لقد ساد الاعتقاد يوماً بأن مثل هذه الأمور لها دورتها. ولكن غور يقف أمام صورة تظهر صعود وهبوط ثاني أوكسيد الكربون على مر القرون. نعم هنالك نموذج متكرر دورياً، ولكنه يواصل ارتفاعه متجاوزاً لوحة الجدول. وعلى حد تعبير غور، فإن العالم لن ينتهي بين عشية وضحاها خلال عشر سنوات، ولكن خلال ذلك الوقت فإن نقطة معينة سوف يتم تجاوزها، وسوف يكون هناك انزلاق لا يمكن التراجع عنه نحو الخراب.

ماذا يمكننا أن نفعل؟ تشجيع عملية تطوير مصادر بديلة للطاقة: الطاقة الشمسية، والرياح والمد البحري، والطاقة الذرية، نعم. وأن نتحرك بسرعة نحو السيارات الإلكترونية والمهجنة. وأن نضخ الأموال في مجال النقل العام ودعم الأسعار. ونوفر الطاقة في منازلنا.

فيلم وثائقي وقضية: "الحقيقة المزعجة"
 
27-Dec-2007
 
العدد 7