العدد 45 - حتى باب الدار
 

كانت إحدى الباحثات تستعرض بحثاً أجرته عن أطفال وفتيان المخيمات في الأردن، وفي واحدة من نتائج البحث قالت إن نسبة كبيرة من الناس ما زالت تنظر إلى أبناء المخيمات كـ"لاجئين"،، وكانت تتحدث بأسى انتقل إلى الحضور الذين راحوا يهزون رؤوسهم يميناً وشمالاً، مع ضم الشفتين فوق بعضهما البعض.

موقف الباحثة هذا يعكس موقفاً منتشراً في أوساط بعض المثقفين، الذين ينظرون إلى اللجوء باعتباره مرتبة اجتماعية دونية. لحسن الحظ أن هذا الموقف لم ينتقل بشكل ظاهر إلى أوساط الناس العاديين من اللاجئين، الذين ما زالوا يحترمون لجوءهم من الناحية الاجتماعية والثقافية ولا يعتبرونه عيباً، ولا يتردد الواحد منهم في تقديم وتعريف نفسه كلاجئ،، كما يحرص على تذكير أبنائه بأنهم لاجئون لا يعيشون في وطنهم.

الواقع أن اللجوء هو مجرد توصيف قانوني وسياسي، أما استحقاقاته ونتائجه الاجتماعية والاقتصادية فهي عادة ما تكون، أو ينبغي أن تكون، جزءا من تضحيات اللاجئ ومعاناته المقدسة، وهي في النهاية لا تدين إلا عدوه الذي أجبره على اللجوء.

الحالة الوحيدة التي تسمح بإدانة اللاجئ، هي أن يتخلى عن وضعيته كلاجئ وينكرها ويخفيها أو يتهرب أو يستحي منها، بل إن محاولات إدماج اللاجئين في مجتمعات اللجوء كانت وما زالت تعتبر عند اللاجئ المحترم جزءاً من التآمر عليه وعلى قضيته، وجزءاً من محاولات تصفية قضيته، كما أنها تندرج في سياق الشراكة مع العدو الذي تسبب بلجوء اللاجئ واستولى على وطنه.

اللاجئون المحترمون
 
25-Sep-2008
 
العدد 45