العدد 45 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
في ما يلي تلخيص لواحدة من تجارب الأشقاء الصوماليين الطريفة الخاصة بأسماء التنظيمات السياسية: كان وزير الخارجية المصري الأسبق، المرحوم محمد حسن الزيات مكلفاً بدور دبلوماسي في رعاية وتوجيه الحياة السياسية في الصومال عند استقلالها، وأثناء ممارسته عمله هناك لاحظ وجود حزب يحمل اسم "حزب دحلة ومرنيلة"، ويعرف بالأحرف الأولى من اسمه ( ح.د.م ). ودحلة ومرنيلة هما قبيلتان صوماليتان والحزب يتشكل منهما. رأى المرحوم الزيات أنه لا يجوز أن يتخذ حزب اسماً قبلياً في بلد نال استقلاله للتو، فاستدعى زعماء الحزب وطرح عليهم موقفه، ونصحهم بأن يغيروا اسم حزبهم إلى اسم جديد يناسب المرحلة. طلب زعماء الحزب مهلة للنقاش الداخلي، وبعد زمن عادوا مقتنعين بما طرحه عليهم الزيات، وأبلغوه أنهم حلوا "حزب دحلة ومرنيلة" القديم، وأسسوا حزباً جديداً تحت اسم "الحزب الديمقراطي المستقل". ابتهج الزيات للإنجاز الذي تحقق، وذلك نظراً للمعاني الكبيرة التي تحملها كلمتي ديمقراطي ومستقل، ولكن الفضول دفعه للاستفسار عن مغزى اختيار هذا الاسم بالذات، وهل هناك حزب ديمقراطي غير مستقل جعلهم يميزون أنفسهم عنه بإضافة كلمة "مستقل" إلى اسم حزبهم؟. قام زعماء الحزب بإيضاح الأمر ببساطة وبينوا أن الاسم الجديد "الحزب الديمقراطي المستقل" يمكن اختصاره بالأحرف (ح.د.م) مما يشبه الوضع في "حزب دحلة ومرنيلة"، وهو ما يمكنهم من الاحتفاظ بالهوية الحزبية الأصلية. من الواضح أن الرفاق الصوماليين في حزب دحلة ومرنيلة،لم يكونوا قد انتبهوا في البداية إلى ضرورات واشتراطات التحديث السياسي. |
|
|||||||||||||