العدد 45 - حتى باب الدار
 

تتنافس البنوك في استمالة المقترضين الصغار، وتتبع شتى سبل الإغراء لتحفيز نزعات الاقتراض لدى الناس، وتكتظ الصحف بإعلانات تشجيع المقترضين متخذة صيغاً تخلو من الكثير من الوقار المعتاد في لغة البنوك.

لم يرافق ذلك تغير في ثقافة الاقتراض لدى المقترضين أنفسهم، وما زال هؤلاء يعتبرون البنوك "صاحبة أفضال" عليهم، ويسعى الواحد منهم للتوسط لدى البنك كي "يحظى" بقرض، وإذا تحقق له ذلك فإنه يسارع الى رفع آيات الشكر والعرفان، لجميع من ساهم في إتمام ذلك القرض.

أما سلوك المقترض الصغير داخل البنك، فما زال على حاله، فهو مستعد للوقوف أمام الكاونتر حسب الأوامر، متهيباً من الجلوس على الكراسي باعتبار أنها لمالكي المال وليست لطالبيه، وتجده يوقع على أية ورقة تقدم إليه بقلمه الخاص دون أن يجرؤ على الاستفسار، ويبتسم للجميع، ولا يتردد عن التقاط ما يتساقط على الأرض من أوراق وأقلام ودبابيس حتى لو لم تكن تخصه...

أرجو اعتبار هذا الكلام مقدمة لحملة تهدف الى تعزيز ثقة المقترض الصغير بنفسه، فالبنوك هي بالمحصلة دكاكين مال، يهمها أن تبيع مثلها مثل باقي الدكاكين تماماً، وبمقدور الزبون أن يدخل "معرّشاً" كما يدخل الى أي دكان في الحارة، كما بمقدوره أن يُفاصِل موظف البنك أو مديره حول أسعار الفائدة، فهي بكل الأحوال أسعار كغيرها، تماماً كما يفاصل أي دكنجي حول سعر الفجل مثلاً... إذا لم يعجبكم أذهب الى غيركم فـ"البنوك معبية البلد"، و "الكل يقول لك تعال".

البنوك ما زالت تتصرف كما لو أن المال و"البنوك" زينة الحي``اة الدنيا، في حين عليها أن تتخذ أغنية "تدلل علي تدلل" شعاراً مالياً لها.

تدلل علي تدلل
 
25-Sep-2008
 
العدد 45