العدد 45 - احتباس حراري | ||||||||||||||
كشفت دراسة أعدتها جامعة كاليفورنيا أخيراً عن توافر سُبل منخفضة الكلفة لتوفير الطاقة وإيجاد حلول صديقة للبيئة، وفي مقدمتها طلاء سقوف البيوت باللون الأبيض الذي يعكس أشعة الشمس ويوفر تبريداً طبيعياً للمنشآت، وهو ما كانت حضارات متعددة تطبقه في عصور سابقة. الدراسة لفتت إلى أن وضع هذا اللون على أسطح البيوت قادر على خفض استهلاك مكيفات الهواء بنسبة 20 بالمئة. وأضافت أن نشر الطلاء الأبيض في البيوت والأرصفة المفتوحة حول العالم قد يؤدي لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بـ44 مليار طن متري، ويساعد على التحكم بنسب ثاني أكسيد الكربون. هذا ما أكده أيضاً رئيس المركز الوطني لبحوث الطاقة، مالك الكباريتي، الذي قال إن طلاء البيوت باللون الأبيض يساعد على توفير الطاقة، بخاصة في فصل الصيف. وأكد أن اللون الأبيض يعكس أشعة الشمس ولا يمتصها، ليسهم بذلك في الحد من الاحتباس الحراري. الدراسة رأت أن اعتماد اللون الأبيض لأسطح البيوت سيلغي إلى حدٍّ كبير تأثيرات زيادة غاز الكربون للسنوات الـ11 الماضية. وأضافت أن هذه الكميات من الغازات يمكن أن تباع لاحقاً وفق نظام حصص التلوث المعتمد عالمياً، بحيث تبلغ قيمتها 1.1 ترليون دولار، وفقاً لما نقلته مجلة "فورتشن". وأشارت الدراسة إلى أن اعتماد الأسطح البيضاء يمكن أن يتحول إلى مبادرة عالمية دون مصاعب أو معوقات. رئيس بلدية إربد الكبرى الأسبق، وليد المصري، قال إن نظام الأبنية التابع لقانون البلديات يُلزم أصحاب البيوت بطلائها باللون الأبيض، إلا أن هذا يواجه اعتراضاً من المهندسين المعماريين. وتابع: "المعماريون يفضّلون أحياناً استخدام الحجر الأبيض أو الزجاج، ويرون أن اشتراطَ استخدام اللون الأبيض يحدّ من إبداعهم المعماري". يستذكر المصري بيوت عمّان التي كانت مطلية بالأبيض في الثمانينيات، وهو يتحدث عن التغير التدريجي الناتج عن "اشتراط استخدام الواجهات الحجرية في العديد من المناطق". يقول المصري إن الكثير من الأفراد يرون في اشتراط طلاء بيوتهم اللون الأبيض تقييداً لحريتهم، وتضييقاً على ذائقتهم الشخصية. ويعتقد أن لون جدران البيت من الداخل يمكن عدُّه من باب الحرية الشخصية، لكن لونه من الخارج "حقّ للناس"، أو بحسب تعبيره "حق للمدينة". ويستشهد بمدن في تونس والمغرب، وفي دول أوروبية، أمثلةً على ذلك. يُذكر أن أسلوب الاعتماد على الأسطح المطلية بالأبيض للتبريد، منتشر بكثرة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط منذ آلاف الأعوام. |
|
|||||||||||||