العدد 45 - اقليمي | ||||||||||||||
القدس - رغم مفاوضات جارية و«اتفاق» بين الفلسطينيين والإسرائيليين على عدم تغيير واقع القدس، إلا أن ذلك ينطبق فقط على الجانب الفلسطيني، لا على الإسرائيليين الذين يواصلون الاستيطان، وقد شيدوا الى ذلك كنيساً يهودياً لصيقاً بالمسجد الأقصى. أقل من عامين مضيا على البدء ببناء هذا الكنيس يهودي ، فقد بدأ المستوطنون في البلدة القديمة في القدس المحتلة البناء في شتاء العام 2006، وهاهم يعتزمون افتتاحه رغم احتجاجات المقدسيين و الفلسطينيين والعرب والمسلمين!. مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، كشفت عن عزم سلطات الاحتلال الإسرائيلي افتتاح الكنيس اليهودي الكبير قريباً، وفي موضع لا يبعد عن المسجد الأقصى سوى خمسين متراً. الكنيس يقع أقصى شارع الواد في البلدة القديمة من القدس المحتلة، وتحديداً في منطقة حمام العين بالقرب من سوق القطانين المؤدي إلى المسجد ، وعلى بعد أمتار من حائط البراق. يرتبط الكنيس بشبكة أنفاق وحفريات تمتد داخل حدود المسجد الأقصى ، في حين تنوي سلطات الاحتلال افتتاح أبواب أخرى للكنيس اليهودي مباشرة داخل البيوت المقدسية، وعلى أراض تابعة للوقف الإسلامي. وقد قام طاقم تابع لسلطات الاحتلال بجولة وزيارة للمنطقة، وإجراء مقابلات ميدانية مع أهالي الحي، وبخاصة في حوش عوض الله وحوش الزوربا، ومن خلال رصد مستمر في الأيام الأخيرة، حيث تبين للطاقم أنّ سلطات الاحتلال وأذرعها كمنظمة عطيرات كوهنيم تنوي افتتاح الكنيس اليهودي الكبير قريبا بالقرب من حمام العين، وأن الأرض المُقام عليها الكنيس هي أرض وقف إسلامية. تتواصل الأعمال النهائية في الكنيس وعلى مدار ساعات الليل والنهار، كما أن سلطات الاحتلال تجهّز حالياً، وفي سباق مع الزمن، لافتتاح بابين رئيسيين لهذا الكنيس: باب رئيس يقع في مداخل بيوت مقدسية تابعة لآل الزوربا وآل عوض الله على حساب الأرض الإسلامية الوقفية، والباب الثاني خلفي يقع داخل حدود بيوت آل عوض الله. وقد حذرت شرطة الاحتلال مؤخرا أهالي الحي من التدخل في سير الأعمال الجارية وهددتهم بالملاحقة والاعتقال. قبل عامين ولم يتوقف! بدأ العمل بهذا الكنيس قبل نحو عامين بعد استيلاء منظمة عطيرات كوهنيم اليهودية المتطرفة، على جزء من أرض وقف إسلامي تدعى حمام العين، وتواصل العمل فيه دون توقف ليتكون من طابقين فوق الأرض، وبناء مقبب علوي، إضافة إلى طوابق تحت أرضية سوف يكتمل العمل فيها لاحقا.ويرتبط الكنيس بشبكة أنفاق وحفريات تقوم بها سلطات الاحتلال، بعضها يصل إلى منطقة باب المطهرة، أسفل البيوت المقدسية الواقعة داخل حدود المسجد الأقصى، وتحديداً في الحائط الغربي للمسجد ، فيما يصل النفق الآخر إلى منطقة حائط البراق وطريق باب المغاربة. وكانت سلطات الاحتلال قامت مؤخرا بربط الأنفاق أسفل الكنيس، المزمع افتتاحه، مع الأنفاق الممتدة من منطقة حائط البراق، والنفق اليبوسي على امتداد الحائط الغربي للمسجد الأقصى. إخفاء مشهد الأقصى ترى مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن سلطات الاحتلال تسعى لتحقيق أهداف عديدة من افتتاح الكنيس وبنائه، منها إنشاء مبنى يهودي له ذي ارتفاع عال يحجب المشهد العام للمسجد الأقصى، وبخاصة قبة الصخرة المشرفة، ورفع عدد اليهود الذين يزورون الأنفاق في محيط المسجد الأقصى وأسفله، والاقتراب أكثر وأكثر من المسجد ، والتضييق على المقدسيين في البلدة القديمة ودفعهم أو إجبارهم على الرحيل، وإفراغ البلدة القديمة منهم ، وزرعها بالبؤر الاستيطانية ضمن مخطط تهويدي شامل. المواطن خميس عوض الله، الذي يلاصق بيته الكنيس المزمع افتتاحه، ذكر أن الأعمال في بناء الكنيس تتواصل حتى ساعات الليل المتأخرة، وقال إنهم قاموا ببناء أبواب رئيسية أحدها «يمر في المدخل الرئيسي لبيوتنا، ولم يبق إلا حائط خارجي ستتم إزالته قريبا بعد تفريغ ما خلفه، أما الباب الثاني فهو يقع داخل ساحات بيتنا، وهو باب خلفي سيقومون بافتتاحه قريبا وإزالة حائط قصير يقع ضمن حدود بيتنا». وكشف عوض الله أن الشرطة قامت مؤخراً «باستدعائنا وحذرتنا من التدخل في الأعمال الجارية في بناء الكنيس اليهودي وهددتنا بالملاحقة والاعتقال، وأكدنا لهم حقنا كمسلمين بهذه الأرضية الوقفية، وحقنا في الدفاع عنها وعن حرمة بيوتنا.. كما أبلغتنا الشرطة أنه يمنع علينا اعتلاء أو الوقوف على أسطح منازلنا، فقد اعتبروها منطقة عسكرية مغلقة..». عراقة المكان يقع الكنيس في حمام العين في حارة الواد غرب سوق القطانين.. ويعد وقفاً يرصد معظم ريعه لمصلحة المكتبة الخالدية، وقد أنشأه الأمير تنكز، وهو أحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون. ومع وجود إثباتات على ملكية المكان، فقد غزا المستوطنون الحمام القديم وسقفوا جزءا منه قبل عام ونصف العام كي يحولوه كنيسا. يقول المواطن أبو عبد الله العباسي: 50 مترا أو يزيد قليلا ويصلون المكان المقدس. هم يصلون الليل بالنهار للانقضاض على المسجد الأقصى ونحن نصل النهار بالليل ونحن نتخاصم حول من يقود الأمة أو من يقود الشعب الفلسطيني في معركته لتحرير القدس والأماكن المقدسة!. يشير المواطن المقدسي الى أنه «كان لنا تاريخ عظيم هنا، حمّام يدل على مستوى من المدنية والعمران، ومكتبة تدل على مستوى رفيع من الثقافة، وأسواق كبيرة متقنة الصنع مسقوفة تقي المتسوق برد الشتاء والمطر وتقيه حرارة الشمس صيفاً». الذاهب إلى شارع الواد، داخل سوق القطانين، وخان تنكز..لن يكون بوسعه أن يسأل عن حمام العين للاغتسال، فالحمام توقف عن تقديم هذه الخدمة، لكن الزائر يستطيع تصفح المخطوطات العربية والإسلامية القديمة في المكتبة الخالدية. تهويد بيت المقدس يتواصل يوما بعد يوم، وهو أمر يبدو خارج إطار المفاوضات ، التي تشكل القدس فيها قضية القضايا. يتفاوض الإسرائيليون نهاراً، ويقترف المستوطنون ما يشاءون ليلاً ونهاراً. |
|
|||||||||||||